المقالات

العصبيات الموروثة الى متى والى اين؟!

1036 2021-01-16

 

 اياد رضا حسين ||

 

ان من المؤسف حقا ان نرى هذة الاصطفافات النابعة اساسا من عصبيات موروثة ، لازالت تعمل عملها في التوجهات والمواقف والتعامل مع الاحداث على الرغم من تسببها لهذة الكوارث والويلات ،،، فعلى سبيل المثال ان اي استعراض للتعليقات التي نشاهدها على صفحات الفيسبوك ولمواضيع كثيرة ومتنوعة تخص الواقع السياسي العراقي والاحداث الجارية ، تجد الاصطفاف الطائفي واضحا عليها ، ومن خلال عبارات واشارات هي في الواقع ابعد عن موضوع البحث والتعليق ، فسلبيات وكوارث النظام الحالي القائم الان كثيرة كما كان الحال في النظام الذي سبقه ويمكن تشخيصها والحديث عنها ،،، ولكن لماذا بلغة هذا الاصطفاف الطائفي البغيض ،،، فمثلا الان

نسمع بالهجمة الصفوية الفارسية للتعبير عن اي توصيف سلبي لاي حالة كانت ،،  او التدخل الايراني والذي هو في الحقيقة امر واقع ، ولكن الذي يثير الاستغراب والتساؤل ان هذا الكلام نفسة سمعناه ابان حكم عبد الكريم قاسم قبل اكثر من ستين سنة وبنفس المعنى والقصد كالهجمه الشعوبية والمد الشعوبي ، والطريف ان هذة المناطق التي اصبحت ساخنة في الايام الاولى للسقوط  على الساحة العراقية والبغدادية باستثناء المناطق التي انشأت حديثا ، هي نفسها كانت ساخنة ابان تلك الفترة التي اشرت اليها ، فهل هذا جاء بمحض الصدفة ام ماذا ؟؟!! واذا كانت الاحزاب والقادة الذين تصدروا المشهد السياسي بعد السقوط هم عملاء ومرتبطين بايران ،، فهل كان عبد الكريم قاسم له علاقة معها ، وانما على العكس ، فقد كانت العلاقات متوترة ووصلت الى حد  الحرب الاعلامية بسبب موضوع شط العرب ، فلماذا نعت بالنظام الشعوبي ؟! هل كان الزعيم افغانيا او هنديا ،، وليس ضابطا كبيرا في الجيش العراقي ؟! ان الحديث عن الشعوبية والصفوية والفرس المجوس ،  تأتي على قاعدة (اليك اعني واسمعي ياجارة) ، وذلك عندما تسقط الانظمة وليس الانقلابات العسكرية ،،، وفي تأريخ العراق الحديث سقط نظامين ، النظام الملكي عام 1958 , ونظام صدام عام 2003 , هذان النظامان عندما سقطا اعقبهما الاصطفاف الطائفي ،ففي الحالة الاولى اخذ هذا الاصطفاف شكل الصراع بين القوميين والشيوعيين على الاعم الاغلب لان الظروف السياسية والثقافية كانت لاتسمح بتسمية هذا الصراع بعنوانه الحقيقي ، اما في الحالة الثانية فقد اصبح الامر على المكشوف ، كما ان هذا الاصطفاف يحدث ، اما بسبب اهتزاز المعادلة السياسية التقليدية في الحكم كما حصل في الحالة الاولى او انقلابها كما حدث في الحالة الثانية ، حيث تظهر مثل هذه الشعارات،،،  وذلك عندما يقترب الشيعة والاكراد من الخط الاحمر التقليدي ،، الا وهو رئاسة السلطة وقيادة الدولة . ان حل المأساة العراقية ليس باطلاق مثل هذة الشعارات والشعارات المضادة وانما بالمصارحة والمكاشفة وقول الحقيقة سيما وان المكونات الرئيسية هي ليست كما كانت عليه قبل سبعين وثمانين سنة ، بعد هذة التطورات والمتغيرات السياسية والثقافية والاجتماعية والبشرية وهذا يتطلب من الجميع ان يكونوا اكثر واقعية ، وعليهم الابتعاد عن هذة العصبيات التي دمرت امم وشعوب ، وما حدث في العراق من ماسي وويلات طيلة اربعين سنة ليس عنا ببعيد .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك