محمّد صادق الهاشميّ ||
هناك ثورات شيعية سُرقت، وثورات لم تُسرق, وثورات فشلت وأخفقت وأخرى نجحت :
1. سُرقت من شيعة العراق ثورةُ العشرين التي قادها المراجع والعلماء، وقدّم الشيعة لأجلها الدماء الزاكيات، وانتهت بهيمنة الخطّ القومي والبريطاني والشيوعي والبعثي, وعاد الشيعة فيها مشردين مهمّشين مطاردين خائفين، يُقتل رجالُهم، وتُستحيى نساؤهم .
2. وسُرقت من شيعة العراق أيضاً التظاهراتُ التي دعت إليها المرجعية؛ لتصحيح الخطّ الاسلامي بما يلبي طموحات الأمّة من توفير الخدمات، وإنهاء الفساد والمحاصصة, وانتهت بثورة بعثية تشرينية أكتوبرية، في غالبها أنّها جمعت النفايات، وعد الأخيار من سقط المتاع :
وما للمرءِ خيرٌ في حياةٍ إذا ما عُدّ من سقط المتاع.
3. ثورة الامام الخميني حاولت القوى اليسارية والشيوعية ومنافقي خلق وأمريكا أنْ تخترقها إلّا أنّ الإمام وقف في « بهشت زهراء » في اليوم الأوّل وقال: ( أنا أعيّن الحكومة). وقال (لا شرقية ولا غربية)، فمنع الاغيار من سرقتها وحدد هويتها واعلن ان للبيت والثورة رب يحمي.
4. أخشى أنْ تُسرق تجربة الحشد الشعبي لأسباب كثيرة وخلافات ضاربة في العمق من الأيديولوجيات والتاريخ والرؤى والفساد والحصار .
· خلاصة القول:
الذي أخشاه على شيعة العراق هو تحقق نبوءة عليّ بن ابي طالب (عليه السّلام) الذي وصف تجاربهم السياسية بأنّها يلازمها الفشل كما يلازم النساء سقوط جنينها بقوله كما ورد في «نهج البلاغة» عن أمير المؤمنين (عليه السّلام) أنّه قال: « أَمَّا بَعْدُ يَا أَهْلَ الْعِرَاقِ، فَإِنَّمَا أَنْتُمْ كَالْمَرْأَةِ الْحَامِلِ، حَمَلَتْ فَلَمَّا أَتَمَّتْ أَمْلَصَتْ، ومَاتَ قَيِّمُهَا، وطَالَ تَأَيُّمُهَا، ووَرِثَهَا أَبْعَدُهَا...»، نعم أخشى أنْ يرثَ تجربتُنا (الأبعد) عن تاريخ الشيعة من البعثيين الأيّام القادمة . وسنرى وترون، ومن الله التوفيق.
: 17 / 1 / 2021 م.
ــــــــ
https://telegram.me/buratha