المقالات

أهمية أنضمام العراق لاتفاقية الامم المتحدة لمكافحة الفساد

1744 03:24:00 2006-07-03

( بقلم رياض العطار )

الفساد هو المسبب الاساسي للفقر و هو الذي يمنع تجاوزه , و ان الفساد و الفقر علتان تغذيان بعضهما البعض و تحبسان شعوبهم بدائرة البؤس .و اذا كان الهدف هو تحرير الناس من الفقر قيجب مواجهة الفساد بشدة , و من المؤسف ان العراق يأتي من ضمن البلدان التي ينتشر الفساد فيها بشكل مخيف حيث الرشوة و السمسرة و التهريب و الحصول على الوكالات و المناقصات بشكل غير قانوني .. . حيث شمل معظم القطاعات و المؤسسات ( احالت مفوضية النزاهة الى المحاكم اكثر من 1400 دعوى فساد ) . و في هذا السياق سوف نتطرق الى تقرير منظمة الشفافية الدولية الصادر عام 2005 عن الفساد في دول العالم ,حيث قامت المنظمة بتفويض البروفيسور( يوهان غراف لمبدورف)من جامعة ( باساو ) باعتماد هذا المؤشر و النتيجة في مؤشر مدركات الفساد لعام 2005 تتعلق بمدركات درجة الفساد كما يراها رجال الاعمال و اكاديميون و محللون و تتراوح هذه النتيجة بين 10 درجات ( نظيف جدا ) و صفر ( فاسد جدا ) .و بالنظر الى التقرير نجد ان اكثر من ثلثي عدد البلدان المشمولة بمؤشر مدركات الفساد لعام 2005 اكثر من 159 بلدا , حصلوا على اقل من 5 نقاط مما يدل على  وجود مستويات خطرة من الفساد في معظم البلدان المشمولة في التقرير .

و في هذا السياق نطرح الاسئلة التالية : ما هو عدد النقاط التي حصل العراق عليها وفق مؤشر مدركات الفساد ؟ و ما هي الدول التي حصلت على اعلى النقاط و اقلها ؟ .يذكر التقرير ان أيسلندا و فلندا و نيوزلندا و الدنمارك و سنغافورة و السويد و سويسرا حصلت على اكثر من 9 درجات بينما حصلت بعض الدول العربية مثل سلطنة عمان و الامارات العربية و قطر و البحرين و الاردن على اكثر من 5 درجات و حصلت تونس و الكويت و مصر و السعودية و سوريا و المغرب و لبنان و الجزائر و اليمن و فلسطين و ليبيا و العراق على اقل من 5 درجات حتى درجتين على الترتيب ( اي ان العراق قد حصل وفق الترتيب على درجتين !!! ), بينما حصلت السودان و الصومال على اقل الدرجات و هي 2 و 1 درجة ! .

يوضح التقرير ان المجتمع الدولي من خلال الالفية للتنمية قد حدد خفض عدد الذين يعيشون في فقر مدقع الى النصف في عام 2015 , و يعيق الفساد تحقيق اهداف الالفية للتنمية , اذ انه يحد من النمو الاقتصادي و من التنمية المستدامة اللتان تحرران الملايين من مستنقع الفقر القابعين فيه .من اجل الحد من ظاهرة الفساد , ندعوا الحكومة العراقية الى الانضمام الى اتفاقيةالامم المتحدة لمكافحة الفساد و الى وضع استراتيجية منظمة لمكافحته داخل الهيئات الحكومية و بدعم من منظمات المجتمع المدني و الاحزاب السياسية .

و اخيرا , ان الفساد ليس كارثة طبيعية بل هو كارثة منظمة تهدف الى سلب الفرص من الرجال و النساء و النساء و الاطفال و العاجزين عن حماية انفسهم , و على الزعماء العراقيين الكف عن المهاترات و الصراع على المناصب و المغانم ... و الاهتمام بحل المشاكل التي تعاني منها الجماهير الشعبية .

رياض العطار – كاتب صحفي - السويد

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك