مازن البعيجي ||
اليوم وبعد ٤٢ عام على فجر الثورة الإسلامية الإيرانية الخُمينية المباركة ، والتي عبّر عنها المؤسس روح الله الخُميني العظيم حينما قال:( كانوا في غفلةٍ من المشيئةِ الإلهية! وحدهُ الله الذي كان وراء الثورة ، لذا فهي مُعجزة إلهية ) .
وقد كان للإمدادات الغيبيّة المعنوية دورًا أساسيًا ،إضافة إلى حكمةِ وعرفان روح الله الخُميني وإيمان الشعب الإيراني الذي كان شعبًا مهَيَّئًا بأرضيته الخصبة، وقد تجلَّت فيه روح التضحية بالغالي والنفيس! الأمر الذي جعلَ من دماء عشّاق الشهادة شطآنًا تسير بها زوارق الثورة المحمَّلة بعظيمِ الأهداف العليا المنبثقة من نهج العترة المطهّرة "عليهم السلام ".
ومن هنا ، قال ( ثيدا سكوتشبول Theda Shocpol ) احد الأساتذة المعروفين في جامعة ( كامبريدج ) بإنجلترة ، والذي قام بالعديد من البحوث بشأن الثورة الفرنسية والروسية والصينية . قال: ( ذلك لأن الثورة التي قامت في إيران هي باعتقادي غير قابلة للمُعايرة بثوابت الثورات الاخرى ، وأنني لأعترف بأن هذه الثورة قد أبطلت حتى نظرياتي المتعلقة بالثورة الفرنسيّة والثورة الروسيّة وكذلك الثورة الصينيّة التي كنتُ قد قدّمتها من قبل ) .
الأمر الذي يدفعنا أن لا نُخرِجها من فكرة اللطف والإعجاز ، ودائرة الهِبات الإلهية ، بل وهذا يأخذنا الى كمْ من الإشارات الواردة في روايات المعصومين "عليهم السلام" مما يبطل ادّعاء كل مدّعي يقف ضدها من المسلمين أو خصوص جُهّال الشيعة ، ومن سقط ضحية الإعلام الأستكباري ( روي عن الإمام الحسن العسكري (عليه السلام) واصفًا جهلاء الشيعة في آخر الزمان:
”مِن شيعتنا يكونون ذخرًا للفاسقين، وملاذًا للفاسدين، وقطّاع طرق المؤمنين، إذ يُبالغون بِحُبّ مخالفينا والدفاع عنهم، ويكونون نحلة للملحدين،
الفاسق عندهم مُوقّر والمؤمن عندهم مُحقّر، لا يُميّزون بين الضأن والذئاب وبين المخلص والمرتاب“.
بحار الأنوار/ ج ٢_ ص ٥ .
علما أن الاعداء يعرِفون ويعتَرفون أنها ثورة لم تكن وِفق موازين الطبيعة فحسب! إنما تخطّت الى جهةٍ معنويةٍ لم يكن الغرب قادرًا على مواجهتها رغم تسخير أخطر الإمكانيات التكنولوجية والنووية،لأجل معرفة أسرارها ، في الوقت الذي نحن نعرف ما ورد على لسان المعصوم في ما ستكون عليه قم المقدسة ، وهذا ما دفع الشعب المؤمن والناضج والمخلِص في الاستبسال في الدفاع عنها في حرب الثمان سنوات المفروضة على إيران الإسلامية في كرنفال شهادة تتسابق عليه الأيدي لقطف زهرة الشهادة قبل رفيق دربه وصديقه . ومازالت شجرتها الباسقة ترويها دماء زاكية ، كدماءِ العارف التقوائي المهدوي "قاسم سليماني وأبي مهدي المهندس" وهناك من ينتظر من العشاق ، ممن آمنوا بالخميني وصِدِقِ عرفانِه، كما صدَق هو وذابَ وانصهر كما عبّر عنه الشهيد العظيم محمد باقر الصدر "قدس سره الشريف"
ومن هذا المنطلق، علينا أن نوقِفَ سيل الإتهامات ، والتي هي في الواقع اتهامات غير مباشرة لرواية المعصوم "عليه السلام" فضلًا عن كونها اتّباع على غيرِ هدى!! ولعل الوقت مُواتيًا للترجّل عن صهوةِ التجبّر والعِناد قبل فوات الأوان ولانكون مصداقًا لقوله تعالى وهو القائل:
(وَجَحَدُواْ بِهَا وَٱسْتَيْقَنَتْهَآ أَنفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا ۚ فَٱنظُرْ كَيْفَ كَانَ عَٰقِبَةُ ٱلْمُفْسِدِينَ)النمل ١٤
سيما وانّ علامات الحسم بأحداثها الكثيرة والمثيرة ، كلها تشير الى أن الأرض تتهيَّأ بانتظار حسم المعركة وإحراز النصر الذي وعَدَ الله عباده آخر الزمان على يَدَي القائد الأقدس "الحجة بن الحسن ارواحنا فداه"
(لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ وَيَحْيَىٰ مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ ۗ وَإِنَّ اللَّهَ لَسَمِيعٌ عَلِيمٌ) الانفال ٤٢
وهذا أمر حتميّ ووعدٌ صادق، ولعلّها فرصة للتغيير والتوبة مع تسارع الأحداث وتغيّرِ وجه المنطقة ،وقد خاب من افترى!
البصيرة ان لا تصبح سهماً بيد قاتل الحسين ومنه يسدده على دولة الفقيه ..مقال قادم نلتقي..دمتم)..
ــــــ
https://telegram.me/buratha