مازن البعيجي ||
إن من بين منهجية "دولة الفقيه"التي نهجتْ : هو تأسيس مايرتبط بالمناسبة الدينية من خلال التوثيق وربط المجتمع روحيًا ومنهجيًا بالعترة المطهرة "عليهم السلام" واستثمار الذكريات المتعلَّقة بذكرى الوفَيَات والوِلادات المباركة للأئمة المعصومين "عليهم السلام" ، وعلى ضوء ذلك، نرى الشعب الإيراني وبتوجيهٍ من القيادات العليا على الصعيد الرسمي والديني ، فهي تسعى لإحياء المناسبة ،وتطلُّ من تلك النافذة مع شعبها العاشق ، على تراث صاحب الذكرى المعيّن من خلال متابعة تاريخ الوفاة او الولادة لتجعل من ذلك اليوم عيدا او مواساة حسب مورد الذكرى، لتستقي من مَعين فكرهِ وسيرتهِ وتعاليمهِ العظيمة ، الهدف هو إتخاذ مدرسةً، تفتح باب أروقتها للأجيال القادمة ليستلهموا من صاحب الذكرى الدروس والعبر والمواعظ والعقائد والإيمان، إضافة إلى تعلّم معاني الثبات والتضحية والاستقامة.
ولعل ما أسَّسَتهُ تلك الدولة المحبّة لمحمد وآل محمد "عليهم السلام" ضمن هذا المضمار المقدس: هو من الذكاء بمكان عندما تُخصِّص كل مناسبة لأحد المعصومين بعنوان هادف يوثِّق عرى العلاقة بين مضامين الذكرى والمجتمع ! فمثلا: افتران ذكرى ولادة أمير المؤمنين "عليه السلام" لجعلهاعيدا "ليوم الأب"وولادة الحسين "عليه السلام" "يوم پاسدار أي (يوم حراس الثورة).
، ویوم ولاده زینب"عليها السلام" "یوم الممرضه"
وولاده أبي الفضل العباس "عليه السلام" هو "یوم الجرحى ومعاقي الحرب" ، ویوم ولادة علي الاكبر "يوم الشباب" ، ویوم ولاده الحجه "عليه السلام"هو "یوم المستضعفین" وتاريخ ولادة الزهراء "عليها السلام" ونحن بصدد ذكراها "هو يوم المرأة المسلمة" لتكون مثل فاطمة الأسوة الحسنة والنموذج الإسلامي الأصيل العقائدي ومرآة الجمال والجلال لكل مسلمة في العالم ، حيث ذلك الدور الريادي الذي عُرِفت به بنت المصطفى "صلى الله عليه وآله" حينما وقفت مع مثل علي "عليه السلام" في جبهة الحق المطلق دون تردد، كونه إمام زمانها، فكانت تمثّل المرأة المقاوِمة التي كان سيف كلماتها بتّارًا بوجه الباطل والشيطان والإستكبار .
وبهذا الترتيب المُمَنهَج تكون "دولة الفقيه" قد أرست قواعد العقيدة في أذهان المجتمعات المسلمة ، وأوضحت معالِمَ تلك الوجودات النورانية الالهية لآل محمد "عليهم السلام" وهي إيضا حركة تصدي للعدو الذي يسعى جاهدا لطمس معالم ديننا ، ودفن مآثر تلك الهامات المقدسة، من خلال تصدير أفكار لاتنسجم مع عقائدنا وعاداتنا باسم الموضة والحداثة بممارسات مسمومة لم تورِّث لمجتمعاتنا سوى الميوعة والانحراف، كان الهدف من ورائها هو السيطرة على عقول شبابنا والاجيال وإشاعة الثقافة الغربية، وهذا مايسعى له الأستكبار لإثارة الغبار وإبعادنا عن الأنموذج الأمثل ، نموذج القرآن، وخلْقْ مناسبات لا قيمة لها سوى غرس الأهداف الدونية المتصلة بمؤسسة الحرب الناعمة!
الأمر الذي يجب ان يدفع كل مسلم وكل شيعي لتتبّع المنهج الحق، والفضيلة ، كما منهج "دولة الفقيه" للحفاظ على قيم السماء ، وإحياء السنن العظيمة عبر التمسك بمنهاج العترة المطهرة سفن النجاة والطريق المختصر للوصول والوصال ..
فالف تحية الى كل امرأة عرفت دورها واتخذت من مرآة الأطهرين محطةَ تزوّدٍ لديمومة جمالها الباطني والاخلاقي والعقائدي إضافة إلى تثبيت الأيمان، بهذه المناسبة "يوم المرأة المسلمة" والذي هو ولادة ام ابيها وسند أمير المؤمنين "فاطمة الزهراء عليها السلام"
.ولعلّ أجمل طقوس هذه المناسبة وإحيائها على مستوى الترويح عن النفس وإدخال السرور على النفوس هو: حمل الهدايا ولو البسيطة منها من قِبلِ الأزواج او الآباء والاخوة والأبناء الى الأرحام من النساء، أمهات وزوجات وبنات وأخوات وباختلاف أدوارهن ، ليصبح ذلك عرفًا مقترِنًا بكهذا مناسبات ، ونكون ممن أسس اساسًا صحيًا يترك بصمةً ايجابيةً مباركة على النفس ، ورحم الله المؤسسين ..
البصيرة ان لا تصبح سهماً بيد قاتل الحسين ومنه يسدده على دولة الفقيه ..مقال قادم نلتقي..دمتم)..
ــــــ
https://telegram.me/buratha