المقالات

أمةُ الحَشْد وسلاحُ التظاهُر السلمي..!

1161 2021-02-05

 

مازن البعيجي ||

 

اتخطَّر ما قالَهُ الشاعرُ الشهيد رحيم المالكي في وقتٍ كنّا نَهُبُّ جميعًا على الزعيق بقلبٍ واحد وأجسادٍ وفئآت مختلفة ، حتى صرنا ننام على الزعيق متفرقين! قال الشاعر الشعبي:

(ما يرهملها خياط.. مسمومة الجروح

  جتك مثل طوفان يلحگها يا نوح)!

إنّهُ واقع الحال الذي نعيشهُ اليوم وسط طعنات وخيانات ، وفسادُ مؤسسات ، مع تنازلِ الكثير من بني الجلدة المنهومين بقشور الدنيا ، المتسابقين على سرابها!! وبعد فقدان المصداقية واليأس من إثبات الثقة بالمؤسسات الفاعلة في البلد والتي يلي أمرها اصحاب قرارات مصير الأمة ، فقد أصبح تدخّل السفارة أمرًا مألوفًا لتجعل من قرارات الحكومة خاضعة لأرادة الأجنبي ولأجل مصلحته ، وكما يبدو أنَّ من المصلحة أن لا تكون هناك قوّةُ مواجهة خارج مزاج السفارة، في الوقت الذي لم يَعُد خافيًا على ذي خبرة ،أنّ ما يجري في العراق إنما بسبب العملاء وفساد السياسيين الذين لم يتَّقوُا الله في شعبهم ولم يَرعَوا له حرمة!

ومن هذا المنطلق، تفرّدت الحكومة بقراراتٍ كارثية أثارت الجدل في الأوساط الشعبية، سواء على المستوى الأمني الذي أدى إلى نقلِ وتغيير مواقع ، وإقصاء قيادات لها الخبرة في محاربة داعش وكشف مخطّطاتها ، مما يؤكد التمهيد  للعودة لهذا التنظيم الإجرامي -داعش- البغيض .حتى صرنا نرى العودة للتفجيرات والأعتداء على قطعات الحشد الشعبي في عدة قواطع مع سقوط عدد من الشهداء في معارك متعددة! أما القرارات

على المستوى الأقتصادي الذي يكشف مخطّطا يستهدف إفقار أبناء البلد كما كان من بيع الكهرباء لصالح المستثمرين مما يهدّد مشروع الطاقة وإرباك الحياة ليخلق بيئة شعبية لاهمَّ لها سوى إيجاد البدائل والبحث عن الراحة ليكون بعد ذلك بعيدًا عن ما يخطّط له الأستكبار والسفارة بتنفيذ من الحكومة بكل جسارة وجدارة!!!

وهذا في الواقع، يستدعي الجهات  الأمنية بما تبقى من أمانة وإخلاص لدى البعض، بدعم أمة الحشد بتنظيم حالها سلميا ، والوقوف معها بجماهيرها المخلصة ومواجهة ما تقوم به الحكومة من تخبٍط مقصود،  الهدف منه ضياع جهود وتضحيات الحشد ، إضافة الى إضعاف قدراته العسكرية فضلا عن استهداف حلّهِ ومن ثم تسليم البلد عبر مخططات ستنتهي بعودة مثل داعش وبقاء الأمريكان رغمًا على الجميع!

وكما يبدو : إذا استمرت الحكومة في تجاهل حريّة الشعب ومصادرة قراراته ، فقد يقود ذلك في نهاية المطاف الى تحقيق مآرب الشيطان الأكبر وعملاء الداخل في تسريح الحشد الشعبي والذي هو في الواقع صمام أمان والجبهة الوحيدة التي تحرص على البلد والشعب ، فعندما لم يجد الحشد من يقف معه بوجه قرارات الحكومة الخطيرة ، وليس هناك من يتصدى لها، فالمستقبل إذن خطير ولم يُنبِئ بخير ، وعليه:

لابد من تحشيد قوى شعبية من شأنها الضغط على الحكومة ولو بنحو التأكيد على وجود الثقل الذي لم ولن يتنازل عنه الشعب وهو (الحشد الشعبي) ولابد من إلتفاف  جماهيري واسع حوله بتنظيم تظاهرات إحتجاجية سلمية تمنع مثل هذه القرارات الحكومية غير المدروسة فضلا عن كونها مجحفة ، ضمن حرب اقتصادية أقل مااستهدفت استقطاع رواتب شريحة الفقراء من المتقاعدين وهذا اقلّ إجراء يستهتر بحقوق الناس  وسوف تكون نتائجها كارثية مستقبلًا إن لم تجد من يقف لها بحزم!!!

﴿ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَظَلَمُوا لَمْ يَكُنِ اللَّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلَا لِيَهْدِيَهُمْ طَرِيقًا ﴾ [النساء: 168].

البصيرة ان لا تصبح سهماً بيد قاتل الحسين ومنه يسدده على دولة الفقيه ..مقال قادم نلتقي..دمتم)..

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك