المقالات

عودة داعش قراءة في الاسباب

1393 2021-02-07

 

د.علي الطويل ||

 

منذ التفجيرات الانتحارية التي حدثت في ساحة الطيران والى اليوم ، اشتد نشاط العصابات الارهابية داعش في اغلب قواطع العمليات العسكرية ، فمنها ماكان  نشطا فيها ولم ينتهي  من الاساس،  ومنها ماجد العمل فيها مؤخرا ، وكأن التفجير الانتحاري في بغداد كان صافرة البدء في عملياتها مجددا ، فياترى ماهي اسباب ذلك ، ولماذا هذا التوقيت ؟

سنحاول في هذه الكلمات تشخيص بعض الاسباب التي نعتقد وراء ذلك.

1. ان توقيت هذه العمليات مع اعلان فوز بايدن في رئاسة الولايات المتحدة فيه الكثير من الدلالات ، فبايدن الديمقراطي كان نائبا للرئيس ايام دخول داعش للعراق في وقت كان اوباما الديمقراطي رئيسا للولايات المتحدة ، فبعد ضيق الخيارات  امامهم  في وقتها وعجزهم عن البقاء في العراق امام ضربات المقاومة الاسلامية  ، كان  استخدام البديل الجاهز في كل وقت وهو داعش ، هو التكتيك  المناسب في تنفيذ الخطط الامريكية في العراق ، واليوم يستخدم هذا البديل للرد على الضغوط لانسحاب قواتهم من العراق بعد قرار البرلمان العراقي الخاص بانسحاب القوات الاجنبية من العراق .

1.تمكين حكومة الكاظمي من تنفيذ البرنامج المعد لها دون عقبات عبر الهاء القوى الوطنية  الرافضة للخطط الامريكية بامر  يعتبر اولوية من ناحية الاهمية وهو الامن . وبالفعل ذهب الكاظمي بعيدا في تنفيذ تلك الاهداف واولها  الاندفاع  غير المدروس ،والذي ليس فيه  اية مكاسب  لا سياسية ولا اقتصادية نحو مصر والاردن ، ولايجني منه العراق الا ان يدفع لهؤلاء .

۳.جعل  داعش ذريعة لاجراء تغييرات اساسية في الاجهزة الامنية ، وبما ينسجم مع الخطط الامريكية ، كما حصل في وزارة الداخلية ، او كما اوردته الاخبار من عزم الكاظمي على تسليم جهاز المخابرات للبرزانيين ، او تنصيب قائد لعمليات الموصل معروف بولاءه لامريكا وتعاطيه  بشكل كبير   مع داعش كشفت عنه مسيرته في قيادة عمليات الانبار ايام الحرب على الارهاب ، وهو ماعبر عنه ( مايكل نايتس )  الخبير المتخصص بالشان الامني لايران والعراق والخليج في معهد واشنطن للدراسات الاستراتيجية ) بانه ازالة لعقبة المليشيات ( كما يسميها )  امام التعاون بين قوى الامن وامريكا ، وانها خطوة تاريخية ،

4. تزامن تزايد الهجمات الداعشية على القوات العراقية والحشد الشعبي مع الاعلان عن موعد الانتخابات له دلالاته ايضا ، وهو اشغال الكتل التي لها تمثيل كبير في الحشد في مشاكل كبيرة لعل ذلك  يلهيهم عن الاستعداد للدخول كمنافس قوي فيها ، الامر الذي سيترك المجال واسعا لحلفاء امريكا ومنافسي قوى الحشد الشعبي في جني مكاسبها على حساب المحور المقاوم ،

5.وفي نفس سياق الفقرة السابقة ، فان امريكا تريد بذلك توجيه رسالة قوية للجمهورية الاسلامية بان العراق الجار الحميم لها ، والذي  يمتلك اكثر من ١٠٠٠كم  طول للحدود معها يمكن ان يكون مصدر لازعاجها في اي وقت ، واستخدام ذلك كورقة من اوراق الضغط الامريكية ، وذلك تمهيدا لترتيبات بايدن المستقبلية في  احتمالية التفاوض مع الجمهورية الاسلامية حول الملفات المختلفة .

6. ان استهداف داعش لمثلث المحافظات الثلاث والتي تتشكل من مذهبيات واثنيات  سكانية مختلفة ، وقربها من محيط العاصمة  ، وهذه المحافظات  هي ديالى كركوك وصلاح الدين ، انما يؤكد المسعى الامريكي ومحاولة لتجسيد  مشروع بايدن القديم ،  لتقسيم العراق الى اقاليم يكون فيه داعش العامل المهم في تحقيق هذا الهدف

ولكن مهما يكن من امر فان  هذه الخطط سوف لن يكون لها  اثر كبير على الارض ، وذلك لاختلاف الظروف بين عام 2014 وعام 2021 ،وذلك اولا لوجود الحشد الشعبي ، والخبرة الكبيرة التي اكتسبها في قتال داعش ، وثانيا ان داعش لن تكون بعد الان بتلك القوة التي كانت عليها عند احتلالها للجزء الشمالي الغربي من العراق سابقا  بعد تلقيها ضربات موجعة على مدى ٦ سنوات مضت ، وبعد فقدانها للكثير من حواضنها ، صحيح انها ستبقى مصدر قلق واشغال  دائم لقوى الامن العراقية ، ومصدر ازعاج للكتل السياسية الرافضة للمشروع الامريكي ، ولكنها لن تحقق اهداف واضحة  على الارض .وبانتظار ان يشرع بايدن بتوضيح مواقفه بشكل عملي ، فان داعش اما ان يختفي بقدرة قادر ،او سيطور عمله بشكل افقي وعمودي ،

ـــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك