✍️ إياد الإمارة ||
▪ بدأ إنقلاب الثامن من شباط الدموي الذي أطاح بنظام حكم قاسم سيء الصيت في الساعة التاسعة من صباح يوم الجمعة ٨ شباط عام (١٩٦٣) وقد إنطلقت ثلاث طائرات من قاعدة الحبانية الجوية، الأولى كان يقودها الملازم الأول منذر الونداوي لقصف مقر عبد الكريم قاسم في وزارة الدفاع، والثانية كان يقودها الملازم فهد السعدون ومهمته حماية معسكر أبو غريب بعد سيطرة ضباط الانقلاب المشؤوم عليه، فيما كان يقود الثالثة الملازم واثق عبد الله رمضان لضرب مدرج القوة الجوية في معسكر الرشيد وتدمير ما يمكن تدميره من الطائرات الجاثمة في هذه القاعدة.
بدأ العهد الجمهوري الثاني دموياً كما بدأ العهد الجمهوري الأول بنفس الطريقة دموياً أيضاً، وشاء الله تبارك وتعالى أن يكون مصير قاسم بنفس الطريقة البشعة التي أطاح بها بالأبرياء من الأسرة الملكية العراقية..
قَتل قاسم الناس وقُتل بطريقة مهينة يستحقها ليُعلن بعد ذلك عن بداية عهد حمامات الدماء العراقية البريئة.
· الثامن من شباط كان يوماً أمريكياً بإمتياز..
(لقد جئنا إلى السلطة بقطار أمريكي) هذا العبارة تعود لعلي صالح السعدي أمين سر قطر حزب البعث العفلقي في العراق عام (١٩٦٣)، وما أثبتته حقائق وأرقام موثقة عن دور (إيليا زغيب) صديق ميشيل عفلق، و ضابط المخابرات الامريكي (بيل ليكلاند) الذي كان يعمل مديرا لمكتب المخابرات الامريكية في بغداد تحت عنوان مساعد الملحق العسكري في السفارة الامريكية في بغداد.
وبعد حقبة شباط السوداء وما سُفك خلالها من دماء بريئة داخل عربات القطار الأمريكي، عاد هذا القطار من جديد يقل لنا "الجوكرية" بكل شغبهم وما أرادوا إحداثه من خراب يزيد من عذابات العراقيين التي تكاد أن تكون مزمنة بسبب حركة هذا القطار المستمرة!
القطار الأمريكي لا يزال ينقل الموت للعراقيين عبر من يُركبهم في عرباته السوداء على غفلة من كثيرين وبرغبة آخرين يقفون يستجدون على أبواب سفارة العدوان ومكاتب مخابرات كلها تدور في الفلك الأمريكي.
https://telegram.me/buratha