المقالات

ثقافتنا هي التي أُستهدِفت..

1062 2021-02-25

 

✍️ إياد الإمارة ||

 

▪ بعد التغيير الذي حدث في العام (٢٠٠٣) عَمِلت الكثير من القوى السياسية العراقية على تأسيس مؤسسات وجمعيات معنية بالثقافة ودأبت على القيام بنشاطات ثقافية واسعة، تقديراً منها لحاجة المجتمع العراقي إلى هذه المؤسسات وهذه النشاطات التي كانت محكومة بنوع واحد من الثقافة "الثقافة الشمولية" التي كان يحتكرها الجهاز القمعي الإستبدادي الإرهابي المُسمى بحزب البعث وهو ليس حزباً بقدر ما هو جهاز إرهابي شوفيني لا يؤمن بالفكر بقدر ما يؤمن بالقوة.

لكن اللافت للنظر إن هذه المؤسسات التي عنيت بالثقافة سرعان ما أفلت واضمحلت حتى أقفلت أبوابها وتوقفت نشاطاتها بشكل سريع جداً، ولم تعد شعارات بناء الإنسان ورفع مستواه المعرفي تُطلق من قبل مَن صدع رؤوسنا بضرورة العمل الثقافي الذي لا يُبنى العراق دون أن يُشيد بنيانه أولاً!

وبدلاً من السعي في هذا الجانب تحول مَن تحول ليكون إقتصادياً غير شرعي، وأصبحت اللجان الإقتصادية هي اللجان الأهم في منظومة العمل الحركي العراقي، بل إن العمل الحركي العراقي يوشك ان يكون عملاً إقتصادياً بحتاً!

... بدلاً من ان تكون الثقافة وزارة سيادية وأن يُهتم بالتربية والتعليم جُعِل من وزارات هي من المؤكد ليست بأهمية وزارة الثقافة وزارات سيادية يتقاتل عليها مَن يتقاتل ويُدخل البلد في أتون صراعات دامية من أجل الحصول عليها، ويقدم التنازلات تلو التنازلات من اجلها، فيتنازل عن قيمه ومبادئه وتضحياته وعن أشياء أخرى مهمة لكي يحصل على وزارة ربحية "سيادية" تدر عليه المال الحرام.

سياسيون يقاتلون من أجل وزارة مثل "النفط" في بلد يقتله النفط!

ما هو السبب؟

لكي يتمكن من الحصول على الأموال التي تُمكنه من "شراء" ذمم الناس!

وبدلاً من أن يكون راعياً لجمهور واع ومثقف يصبح قائداً لقطيعٍ من المرتزقة الجهلة الذين "يتناطحون" وهم يعتلفون من مذود المال الحرام..

هذه هي مشكلتنا في العراق "الثقافة"..

ثقافتنا أُستهدفت مرتين:

الأولى، على أيدي "البعثيين" الذين جعلوا من الثقافة ثقافة رجل دموي إرهابي متسلط لا يؤمن بقيم أو مبادئ سوى القوة المفرطة التي لا تُبقي ولا تذر..

الثانية، على أيدي "العبثيين" الذين لا يميزون بين ما ينفع الناس وهو ما يمكث في الأرض وبين الزبد الجفاء "نفط، عمولات، تعيينات بالأجرة.."

وبين (البعثيين والعبثيين) يتناهش هذا البلد الأوباش من كل حدب وصوب، ولا مَن يقف أمامهم يُلجم تعدياتهم المستمرة علينا، وكيف يكون ذلك وقد بدأ التعدي علينا من بعضنا جهلاً وغروراً وإنصياعاً لمخططات الأعداء؟!

بين (البعثيين والعبثيين) نحن بكل هذا التراجع الذي نحن فيه يمزقنا الجهل والفقر والمرض برغم كل ما لدينا من قدرات وإمكانات مهدورة في مسالخ النظرة الضيقة والمصالح الضيقة.

ولا بد لنا إذا رغبنا بجدية أن نغير من واقع حالنا المزري أن نسعى بكل ما أُوتينا من قوة إلى رفع مستوياتنا الثقافية التي لا يمكن أن تأتي بالثمر النافع إلا إذا أصبحت الثقافة سلوكاً عاماَ في حياتنا اليومية، في علاقاتنا، مهننا، معيشتنا، بيوتنا، سياستنا، إقتصادنا، ديننا،... الخ.

بهذا سنغير من أوضاعنا إلى ما هو أفضل وبغير ذلك سيبقى الحال كما هو عليه الآن "ويجي يوم ويخلص النفط ولا علف ولا معلف.."

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك