✍️ إياد الإمارة ||
▪ يجب علينا أن نتوقف عند الناصرية طويلاً لكي نتمكن من قراءة أحداثها الساخنة التي لا ينبغي أن تستمر حاصدة أرواح أهل هذا اللواء العزيز من مدنيين وقوات أمنية يُذبحون عند مصالح آخرين قد لا ينتمون إلى الناصرية أو لا ينتمون إلى العراق اساساَ..
وقبل وقوفنا الواجب هذا، أنا أدعوا المتظاهرين السلميين في كل جزء من العراق في الناصرية وغير الناصرية إلى التوقف عن التظاهر عملاً بمقولة "من الأشجع أن لا يموت المرء أحياناً"..
والسبب هو أن موج العنف الذي يغطي المشهد أقوى من مطالبهم ولا يبالي بأرواحهم من أجل تحقيق مطالبه الخاصة، لذا فأنا أدعوهم صادقاً لأن يتوقفوا برغم شرعية مطالبهم وسلمية تظاهراتهم، وعليهم أن ينظموا صفوفهم ويعملوا بطريقة ثانية لن تكون سهلة لكنها قد تحفظ لهم ولنا جميعاً أرواحهم الغالية علينا جداً.
المتظاهرون السلميون المطالبون بتوفير الخدمات وفرص عمل ومكافحة الفساد وإزالة الطغمة الفاسدة عن إدارة شؤون الناس هؤلاء بما تحملوه من تآمر وإجحاف وتعديات صوت هذا الشعب المُبتلى الذي يُعول عليه ولا يجب التفريط به بأي حال من الأحوال فلا ضير بالإنسحاب ولو بشكل مؤقت لكي تنجلي بعض الغبرة ويتبين الخيط الابيض من الأسود ويذهب الزبد جفاء ويمكث في الأرض ما ينفع الناس..
وإن كان ولا بد..
فليكن مطلب أهل الناصرية الأعزاء ومطلب كل العراقيين هو إقالة الحكومة التي لم تستطع كسابقتها:
١. حماية المتظاهرين وكشف قتلتهم الحقيقيين..
٢. تحقيق مطالب الناس التي خرجوا من اجلها وقدموا تضحيات جسام من أجل تحقيقها..
٣. بل لم تستطع أن تميز بين الشغب المعادي وبين التظاهر المطلبي السلمي..
والأنكى من ذلك هو ما حدث على الحدود العراقية السورية من قصف امريكي لمواقع عراقية على أساس معلومات عراقية كما إدعت وزارة دفاع العدوان الأمريكي!
إن الحكومة لم تتقاعس عن تحقيق مطالب المتظاهرين وحماية ارواح العراقيين فقط، بل فاقمت الأوضاع المأساوية في الناصرية تحديداً وفي العراق بصورة عامة فهذه الحكومة:
١. تعطل بلا مبررات معاشات الناس..
٢. اوقفت فرص العمل وجعلتها حصراً بمستشارين وبطائن لم يقدموا شيئاً للعراقيين.
٣. رفعت سعر صرف الدولار مقابل الدينار لتُشعل السوق العراقية وتزداد معاناة العراقيين المساكين.
٤. لم تُنصف العراقيين بالموازنة الإنفجارية التي تصفها بالتقشفية.
٥. ألغت إتفاقيات إستراتيجية مجدية وأبدلتها بإتفاقيات مجحفة بحق العراقيين.
من هنا نتبين إن المشكلة الحقيقة في الناصرية وفي عموم العراق ليست بمحافظ ما فقط بل إن المشكلة الحقيقية هي بالحكومة المركزية التي لم تقدم حلولاَ واقعية، بل إنها تُساهم بتفاقم الأوضاع المزرية في هذا البلد، لذا يجب الدعوة من محافظة الناصرية العزيزة ومن كل محافظات العراق لإقالة الحكومة التي لم تقدم ما يريده أهل هذا البلد، وهي لن تتمكن من أن تُجري إنتخابات مبكرة في ظروف مناسبة وورقتها البيضاء مجرد إنشاء لن ينشئ شيئاً في العراق..
https://telegram.me/buratha