إياد الإمارة ||
بقي الهاجس الذي يُقلق الجميع منذ ترنح الطاغية البعثي الإرهابي صدام حسين عام (١٩٩١) وإلى يومنا هذا هو:
١. تنفس شيعة العراق وتمكنهم من أداء طقوسهم..
٢. أو إدارة شؤونهم بأنفسهم..
٣. أو تحكمهم في القرار السياسي العراقي بأرجحية على بقية المكوتات العراقية التي لا تحظى بالأغلبية..
لذا أُسقِطتْ إنتفاضة الشعب العارمة في المحافظات الشيعية عام (١٩٩١) ومدت أمريكا وحلفائها يد العون لإرهابي البعث صدام لكي يستمر في الحكم، وبقي هذا الهاجس قائماً حتى بعد ان تَغوّلت الإرادة الأمريكية على الجميع وقررت الإطاحة به في العام (٢٠٠٣) لذا كان الموقف متشنجاً جداً من العملية السياسية بعد التغيير..
وما كل هذا الإرهاب وإعاقة العملية السياسية في العراق وداعش بكل إجرامها وشرورها إلا لإلغاء مفهوم الأغلبية الشيعية الذي يعمل عليه:
١. لوبي صهيوني داخل الكيان الصهيوني وفي أمريكا أيضاً..
٢. الحكومة البريطانية التي لا تزال تمانع تولي الشيعة للحكم بأي تمثيل وإن كان نسبياً ومحدوداً في العراق..
٣. العمق العربي الذي تمثله المملكة العربية "العبرية" السعودية ومعها دولة الإمارات العربية "العبرية" المتحدة..
لكن وعلى الرغم من كل هذه المخططات ومدى خطورتها وحجم الإمكانات المرصودة لها فقد بائت بالفشل حتى وقت قريب جداً..
وبالمقابل فقد قدم "العراقيون" تضحيات جسام من أرواحهم ومن أموالهم لكي تبقى هذه الأغلبية موجودة ومؤثرة وتُمسك بجزء من زمام القرار..
وإن لم يشعر الكثير من هذه الأغلبية بوجود هذه المخططات الهدامة لأسباب مخنلفة لعل في مقدمتها:
١. إلهاء هذا الكثير بقضايا جانبية صوروها بأنها هي الأساسية دون غيرها..
٢. عدم إكتراث أغلبية الطبقة السياسية الشيعية بأهمية أغلبيتهم السياسية العراقية وبقوا يلهثون خلف مكاسب ومصالح ضيقة للغاية..
٣. وهذا ما تتحمله (....................... ) ولا اريد الخوض في تفاصيله التي تُثير حساسية البعض في مثل هذه الظروف "الحساسة"، لكني أُسجله هنا للتاريخ عسى أن يمكننا الله تبارك وتعالى من تبيانه لاحقاً في قادم الأيام ومن مكان آخر غير العراق وبالأرقام الدقيقة..
وقد نكون في وقتها خارج حسابات الأغلبية.
قلت إن مخططات إفشال مبدأ الأغلبية الشيعية في العراق "قد بائت بالفشل حتى وقت قريب جداً"..
فهل هذا يعني إنها قد نجحت فعلاً أو قد تنجح قريباً في تنفيذ ما تريد؟
الجواب بكل وضوح وصراحة:
(لقد حققت هذه المخططات بعض النجاحات في مشروعها خلال المرحلة الماضية "الفترة التي أعقبت إنتصارات الحشد الشعبي المقدس وتزامنت مع تشكيل حكومة عبد المهدي الكارثية التي كانت وبالاً على شيعة العراق"، لكنها تسعى الآن مطمأنة لتحقيق نجاحات نوعية خلال المرحلة القادمة من خلال تشكيل تحالفات سياسية عابرة للمكونات هدفها الرئيسي:
١. تضييع حقوق مكون الأغلبية الشيعية.
٢. حفظ حقوق بقية المكونات ومعها زيادة هي ما يضيع من حقوق مكون الأغلبية الشيعية!
وسنشهد أحداث هذه المرحلة قريباً ونحن بلا إرادة وسيُفعل بنا أضعاف ما فعل بنا الإرهابي البعثي صدام طوال مدة حكم البعث السوداء..)
لا يريد بعض "جماعتنا" في الطبقة السياسية الشيعية العراقية أن يتفقوا في ما بينهم ليكونوا قوة واحدة أمام القوتين العراقيتين السنية والكردية..
بل يسعى افراد من بعض "جماعتنا" كل على حدة لخطب ود القوتين "السنية، الكردية" لصالحه ليحقق لنفسه أغلبية سياسية تمكنه من الحصول على حكم سيكون فيه هو "المركوب" وليس الراكب!
"وبذلك تضيع حقوق المكون أكثر من ضياعها الآن.."
بعض "جماعتنا" لا يطيب لهم ولا يستسيغ بعضهم الجلوس و التفاهم مع بعضهم الآخر لكنهم على إستعداد تام لأن يذهبوا إلى ما هو أبعد من تصوراتنا "الكيان الصهيوني" من أجل أن يطيحوا ببعضهم البعض الآخر ليسقطوا سوية ولن يُسجل لأحدهم بأنه هو الرابح..
المرحلة المقبلة "سنوات عجاف" ستكون الأصعب علينا:
١. سيُحاط بمقاومتنا وهذا أخطر ما سنواجهه في تلك المرحلة..
"ولو كنا نعقل لما فرطنا بهذه المقاومة وكان بعضنا لبعض ظهيرا من أجل دعمها ومساندتها وتقويتها"
٢. ستضيع حقوقنا أكثر من ضياعها الآن، وسيُقتل صلبا وسحلاً ونفياً وتشريدا كل مَن ينبس ببنت شفة مطالباً بجرعة ماء او "لگمة" خبز يابسة..
٣. سوف لن تكون لدينا طبقة سياسية تمثلنا بالمرة ولو زحف من زحف بقوائمه الأربعة بإتجاه الصهيونية وباع نفسه ذلاَ وصغارة لها وبلا مقابل..
٤. هذا الما أگدر أحچيه وقلت بأنني سأسجله للتاريخ..
"السراديب تُحَوّل إلى معتقلات لمَن سكتَ.."
قادمنا هو الأسوء في تاريخ هذا البلد.
https://telegram.me/buratha