جهاد النقاش ||
إبرامز دبابة الاحتلال الأمريكي التي دخلت العراق باسم إبراهيم الخليل، وبغض النظر عن وجهة نظر الشيخ عباس شمس الدين - تلك التي تقول أنه عليه السلام لم يكن عراقيا - لكن استحضار إبراهيم ونسبة الديانات له عليه السلام أمرٌ مقلق.
فغالبا ما يستخدم الملاحدة هذا التعبير -الديانات الإبراهيمية- لسلخ علاقة الأديان بالسماء، وقد نص القرآن أنه عليه السلام كان مسلما، وبنوه من بعده، بل كل الأنبياء، هذا الخط إلهي، وهو ممتد من آدم عليه السلام حتى نبينا (عليهم جميعا الصلاة والسلام) مرورا بإبراهيم أبي الأنبياء، والذي تكفل الله بإظهاره على يد مهديه آخر الزمان.
ولذا ورد أنه (عليه السلام) حين يُعرف عن نفسه في خطبته سيقول: وَمَنْ حَاجَّنِي فِي إِبْرَاهِيمَ فَأنَا أوْلَى النَّاس بِإِبْرَاهِيمَ، وَمَنْ حَاجَّنِي فِي مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وآله وسلم فَأنَا أوْلَى النَّاس بِمُحَمَّدٍ، وَمَنْ حَاجَّنِي فِي النَّبِيِّينَ فَأنَا أوْلَى النَّاس بِالنَّبِيِّينَ.
وهذا هو منطق القرآن: إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهَذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ.
فدعوى توحيد الديانات - إن كانت هناك هكذا دعوى - تعني إنتاج مركب هجين لا يعبر عن أي ديانة منها، فهو غيرها، مجموعةً، أو أفرادا، وسيكون اختراعا بشريا، لا يمكن نسبته إلى السماء بأي حال.
ختاما نلفت عناية البابا الراعي للسلام إلى أن الغزو الذي تعرض له العراق كان يرفع راية الصليب كما عبر بوش الابن، وأننا في هذا البلد ما نزال نحصد زرع الإدارات الأمريكية المتعاقبة، فمن داعش التي اعترفوا بصنعها إلى عدائهم للحشد الذي حمى العراق بكل طوائفه.
نريد زيارتك، ونحب أن تستمع إلى رؤية مراجعنا، وتفهم توجهنا، لكننا نخشى أن تكون هذه الزيارة مقدمة لإصدار صك غفران للصهاينة -مع قتلهم الأبرياء وغصبهم أرض الفقراء- كما برأت الكنيسة من قبل أجدادهم من دم المسيح.
https://telegram.me/buratha