✍️ إياد الإمارة ||
▪ جاء سعيد بن العاص والياً الكوفة في عهد أبن عفان "فجعل يختار وجوه الناس يدخلون عليه ويسمرون عنده، وأنه سمر عنده ليلة وجوه أهل الكوفة منهم مالك بن كعب الأرحبي، والأسود بن يزيد، وعلقمة بن قيس النخعيان، وفيهم مالك الأشتر في رجال، فقال سعيد:
إنما هذا السواد (العراق) بستان لقريش!
فقال الأشتر: أتزعم أن السواد الذي أفاءه الله علينا بأسيافنا بستان لك ولقومك؟
والله ما يزيد أوفاكم فيه نصيبا إلا أن يكون كأحدنا"
وكان رد أبن العاص أن كتب لعثمان في مالك ورهطه فأمره ان يبعث بهم إلى معاوية وهو واليه على الشام..
إذاً المشكلة ليست جديدة..
مشكلة أن البعض يرى السواد "الناس" بستاناً له ولأهله وذويه ومن يلوذ به من حواش وأتباع "حزب"..
يحتكرهم لصالحه..
لرغباته..
لملاذته..
لنزواته..
لحماقاته..
على هؤلاء أن يدركوا إن الناس ليسوا بستاناً لهم..
الفيء ليس لهم دون الناس..
وإن "السواد" لم يعد ذلك السواد الذي لم يكن يجيد القراءة والكتابة!
السواد أكثر معرفة وعلماً من أغلب هؤلاء الذين يعتقدون إن "السواد" بستان لهم..
"يعني بصريح العبارة المعدان صاروا بخير اطباء ومهندسين وقادة وكتاب وصحفيين وعدهم فلوس من كدهم الحلال"
قد يكون هناك من الجهلة ومن أصحاب المصالح الخاصة مَن لا يزال يتبع بعض "قريش" جهلاً أو مصلحة، لكن هؤلاء لا يشكلوا ثقلاً وليس لهم أي تأثير وسيأتي اليوم -قريباً- الذي لن يكون لقريشي يرى الناس بستاناً له مكاناً في هذه الأرض ولا مكانة بين الناس.
https://telegram.me/buratha