محمد صادق الهاشمي ||
كثير هو الكلام الذي يجري في الكواليس والعلن عن الفتح، ويمكن أن نطرح أهم ما قيل بخصوص هذا الموضوع من المراقبين، وهو الآتي:
١- يرى بعضُهُم بأنَّ الفتحَ قطارٌ من التشكيلات التي يتعذر أن تكون لها قيادة واحدة، وقرار راسخ، ومِن ثَمَّ هي مهددة بالتفكك عاجلًا أو آجلًا، كُلًّا أو بعضًا، ومَن يرى المشهد السياسي، والأداء الداخلي للفتح؛ يجزم أنَّ القوم لا توجد بينهم ثمة روابط، أو مشتركات وثوابت تكون محل إجماع واتفاق، بل توجد نقاط تباين وخلافات!.
قد نشهد قريبًا خروج عربات القطار الفتحية تدريجيًا، وإن أُبقيَ عليه للآن بسبب تأثيرات، وبالنظر إلى الظروف المحيطة؛ فإنه بقاءٌ مجرد دون مشتركات، ولا جوامع، هذا زيادة على التناقضات في: المواقف، الأجيال، الأعمار، الوزن، التوجهات، المصالح، الأولويات... ومِن ثَمَّ لو لا الضاغط الخارجي، والتحدي الدولي، فإنَّ القوم بواقعهم أقرب إلى التفرق منه إلى الاجتماع والإجماع.
٢- في الإجمال فإنَّ الفتح له أيديولوجية مشتركة حسب الفرض ولا نقاش هنا؛ فالأمر متروك لمحل آخر، إلا أنَّ التعدد الكبير من التشكيلات، ما لم تكُن له قيادة قادرة على توحيد الأطراف كلها؛ فإنَّ التعدد ليس نقطة قوة بقدر ما يُعَقِّد المشهد، ومِن هنا تبرز أهمية التفكير العميق نحو (القيادة، والنظام الداخلي)، وهما ليسا مجرد فرضية، بل واجب عقلي، وخلافه فالبناء مهدد.
٣- التحديات الداخلية والخارجية، والظروف التي يعيشها العراق، والقرارات التي صدرت عن الكاظمي، والضغط الدولي والخليجي؛ جعلت الفتحَ وكأنه أمام الرأي العام منساقًا لتقبل قرارات الكاظمي ومن يقف خلفه من الأحزاب الشيعية.
إنَّ أدنى مراجعة لخطوات الكاظمي التي أسست وجودًا خطيرًا معه، تمكِّن القول إنَّ الكاظمي اخترق... بل صادر وغير الدولة جوهريًا في العلاقات الخارجية والداخلية، وفي القرارات الاقتصادية وغيرها!.
كل تلكم التحديات من الكاظمي؛ جعلت الفتحَ أمام الرأي العام يبدو كأنه ضعيفًا، غير قادر على فرض رؤيته أو الدفاع عن مصالح الأمة؛ وهذه الرؤية في طريقها أن تكون ثقافة عامة أمام أسعار صرف الدولار، وكثير من القرارات التي فُرِضَت، وآخرها تطبيقات رأي البنك الدولي على العراق؛ من خلال وزير المالية العراقية!.
٤- منذ أن قرر الفتح دخول العملية السياسية، بقي المواطن العراقي يراقب بأمل بالغ أداء القوم الفتحيين؛ لتعديل التوازنات، وتحسين القرارات، وإنعاش الاقتصاد، وبناء العراق، وتقديم الخدمات، ومنح العملية السياسية قوةً وعمرًا وعهدًا جديدا.
بيد أنَّ الأحداث التي جرت: (منذ تشرين الأسود وما بعده)؛ كانت تأكل من قوتهم، وتضعف دورهم، وتضاعف النقد والمسؤولية عليهم، إذ ليس بعد سقوط حكومة عبد المهدي، وتسليم الحكم للعهد الأميركي المتمثل بالكاظمي!، والخطوات التي اتخذها الكاظمي؛ ليس بعد هذا من إمكانية للقول بأنهم قادرون على الإيفاء بما وعدوا به، خصوصًا مع تحميلهم نتائج قرارات الكاظمي!، وتنامي حالات الفقر!، والتمرد!، والجوع... والنتيجة هم منساقون للمتغيرات، أو ساكتون!، وكل هذا يشي بعدم وجود فعل خاص بهم؛ لأجل تحسين العملية، أو إيقاف نزيف الدولة ومصاردتها.
كل تلك المعطيات سوف تلقي ظلالها على الانتخابات، والقادم بعدها في ظل التحشيد الدولي ضدهم.
٥- ونحن نقدم اراء القوم في الفتح، نرى أنهم بأمَسِّ الحاجة إلى إدراك الظروف المحيطة بهم، التي تمكنت من صناعة تيارٍ مضاد لهم من داخل المكون الشيعي، والكردي، والسني؛ ولأجل ذلك لهم أن يعالجوا تحسين أدائهم، ولا يتحقق هذا إلا على وفق الآتي:
أولًا: وحدة كلمتهم.
ثانيًا: أن يكون لهم نظامًا داخليًا جامعًا مانعًا؛ يضبط حركة الأطراف جميعا.
ثالثًا: أن تكون لهم رؤية موحدة جامعة لما يحصل (في عهد حكومة الكاظمي)، وما يمكن أن يقع لتدارك الخطر؛حتى لا يكونوا جزءًا من مرحلة الإفساد العلماني الكاظمي.
رابعًا: الانتخابات على الأبواب، وهذا يتطلب -والسيف يلاصق نحور الأطراف جميعها- أن يكونوا قد حددوا المخرجات، وبنوا التحالفات، وثبتوا الخطوط الحمر مع التحالفات والمكونات الأخرى. الا انهم مازالوا في فخ الكاظمي الذي استدرجهم وكسر جرة التغيير الناعم برووسهم.
خامسًا: يحتاج الفتح أن يعرب بإيضاح أمام الأمة عن قوته، ومنجزاته في الخدمات والصحة والتعليم والإعمار والعلاقات الخارجية والداخلية؛ حتى يشعر المواطن بأنهم يختلفون عن الأغيار، وإلا! فهم منهم بكل ما فعلوه!، ويتحملون مسؤوليته، والتاريخ يحكم والحبر لمَّا يَجِف.
https://telegram.me/buratha