إياد الإمارة ||
🪡.. لا نزال نتذكر اخواننا "الگدعان" من چانوا بالعراق وكيف اختلطوا بالعراقيين وأخذوا منهم وأخذ العراقيون منهم، ومن جملة ما أخذوا منا بعض الأمثال والتهكمات التي كنا نطلقها ساخرين..
العراقي من چان ما تعجبه حالة معينة يقول:
خوش تنكة "والتنكة علبة من الصفيح..
أو يقول:
خوش "......" أجلكم الله..
ورددها المصريون في العراق بلهجتهم:
خُش تنكة..
أو
خُش "......"
ولو هسة هاي مو سالفتنة!
محافظ كركوك يقول وجدنا جثث مجهولة الهوية في "بالوعة" أحد مقرات الأحزاب الكردية في محافظة كركوك..
الخبر إلى الآن طبيعي فليس من الغريب في هذا البلد أن نكتشف جثة في بالوعة أو في "تواليت" أو أي مكان آخر نتوقعه او لا نتوقعه..
وليس غريباً جداً وهو متوقع جداً سكوت بعض المدونين والناشطين ودعاة حقوق الإنسان عن هذه القضية "الطبيعية" التي حدثت وستحدث لاحقاً في مقرات حزبية وغير حزبية كردية وعربية!
الغريب وغير المتوقع هو عدم مطالبة السيد المحافظ بالبحث عن هوية المقتلوين!
ومن هنا فنحن نحمل السيد المحافظ مسؤولية هذه الجريمة النكراء المخالفة للدستور والقانون ولحقوق الإنسان -ولا أقصد بذلك عملية القتل وإلقاء الجثث بالبالوعة-، كيف تُترك هذه الجثث دون التعرف على هويات أصحابها؟
كيف سولت للسيد المحافظ نفسه السكوت عن البحث عن هويات هذه الجثث؟
أليس من واجب السيد المحافظ الكشف عن هويات هذه الجثث؟
لماذا هذا التمادي بأرواح العراقيين؟
وإذا طلعوا مو عراقيين، لماذا هذا التمادي بأرواح البشر؟
أليس من المحتمل ان يكون هؤلاء من الدواعش؟
وبالتالي علينا تكريم هذا الحزب على دوره الوطني المشرف وجهوده في فرض الأمن وتحقيق العدالة.
إن سلوك السيد محافظ كركوك الغريب هذا قد يسمح للبعض -والعياذ بالله- بالشك بهذا الحزب وما قام به من عمل جبار يستحق الثناء والتقدير والشكر والإمتنان..
لذا فنحن نحمل السيد المحافظ هذا كامل المسؤولية وقد تقع عليه أيضاً مسؤولية دفع دية المقتولين من راتبه الخاص وليس من ميزانية أي وقف من الأوقاف السنية أو الشيعية أو المسيحية، أو ان عليه إنتظار قانون موازنة العام القادم لكي تُقر فيه دية هؤلاء المقتولين الذين وُجدت جثثهم في البالوعة..
البالوعة والتي تسمى أحياناً بالسبتتنك أو كما تسميها كتب الفقه القديمة "الكنيف" هي حفرة كبيرة تتجمع فيها المياه الثقيلة ويستوعب حجمها إلقاء بعض الجثث فيها..
بس كم جثة تستوعب البالوعة الواحدة؟
كما حصل في أحد مقرات الأحزاب الكردية في محافظة كركوك وتقاعس محافظ هذه المدينة غير معذور عن كشف هويات هذه الجثث؟
وبالعودة للحديث عن البالوعة أقول ما يقوله أبناء هذا البلد في مثل هذه الحالات النادرة الشاذة وبلهجة مصرية معرقة:
خُش تنكة..
خُش .....
https://telegram.me/buratha