◾ محمد صادق الهاشمي ||
صوت لاينقطع من الانين بكبرياء، لكنه لايغادر عبارة ((لاحول ولاقوة الا بالله العلي العظيم)) يرافقه انين خارج قدراته يرفع قدما ثم يضعها ويتلوى وينهار وتاخذه سنة النوم ثم يستيقض مختلا توازن بدنه، كيف ينام واقفا مكتوف اليدين وهو معلق على جدار، لكنه متماسك بروح مومنة فيستشيط به الالم وتتوقد تحت قدميه المتورمة الدامية الممزقة من (( الفلقة )) نيران الوجع .
مسند منذ ايام الى الحائط واقفا لايتمكن ان ينام ولا ان يجلس ولا ان يستريح ولو لحظات انه مصلوب بكلاليب الى الجدران وحينما يحتاج الى الطعام يناولني الدعي حازم وحمزة – ربما اسماء كاذبة – الصمونة ويطلب مني ان اطعم السيد الجلالي وهو واقفا .
وكنت اسنده اذا سمحوا له بعد الحاح ان يمضي الى المغاسل لقضاء حاجته، لكنه في اليوم الثالث من ايام عجاف مسند فيها الى الجدار تورم ولم ينفعه اسنادي فكان يذهب بكبرياء مهيب وهو زاحفا على ركبتيه واذالامست قدماه الارض يتلوى الما فيستريح جانبا ويمضي والسياط لاتغادر ظهره وعبارات (( الخونة )) تنهال عليه
بعد ان ارتفع صوته وهو يتلوى الما.
في اليوم السابع امتنع عن الطعام واخذ الاغماء يمسك جسده وهو مسترخي، وكل جسده مسحوبا الى الارض الا يديه التي تكاد ان تتقطع وتنخلع، هنا جاء رائد عامر الاعظمي يساله (( اي محمد تقي الجلالي شكد اكلتوا بخيرات العراق ... بس اريد اعرف شراح يكتب عليك التاريخ ايها الخائن ؟)) فكان جواب السيد الجلالي (( وماذا تفهم من التاريخ يا بهيمة )).
ليلا تم فك قيود السيد وارسل الى الزنزانات المنفردة وبعد شهرين اختفى.
انه السيد محمد تقي الجلالي، والذي اشرف على اعتقاله فاضل البراك قادما به من مدينة الحلة وكان حدث مهم استشعرنا الخوف معه لكثرة الاستعدادات والاحتياطات حين وصوله وليلا انهال عليه البراك بالعصي يعاونه رائد عامر وحذيفة والبراك يصرخ على السيد (( اولاد الكذا ماذا تريدون ... انتم اعداء الامة العربية واعداء الحزب والثورة ))؟.
البراك يسال السيد- وانا في الممر موثوقا الى الارض معصوب العينين دامي القدمين وبيني وبين غرفة الجلاد امتار ثلاث- هل قراءت كتابي (( المدارس اليهودية والايرانية في العراق :دراسة مقارنة ))؟؟
طبعا الكتاب يقصد ان الحوزات العلمية هي دور ومقرات؛ للتجسس على العراق لصالح ايران، وان الشيعة اصلهم يهودي يبدا من قصة مختلقة وهي قصة عبد الله بن سباء،لكن السيد الجلالي لم يجبه رحمك الله سيدنا الجلالي
https://telegram.me/buratha