مازن البعيجي ||
جربنا تلك القيادة الإلهية وفي اقسى واحلك الظروف قيادة دولة الفقيه التي تمثل أم الإسلام والمسلمين الرؤوم والحنون على بنيها ، المضحية في سبيلهم والتي تتحمل كل خطر دونهم ، ومنْ ينكر ذلك؟ ومنذ ذلك الفجر الخُميني المبارك وهي بيد تصارع وتقارع المؤامرات في الداخل والخارج ومن الاغراب وبني الجلدة على تفصيل مؤلم! لكنها لم تقف عند المواقف التي خلّفها الحسد والجهل وسوء الفهم لمثل تكليف قيادات تلك الدولة التي نهجت نهجًا دينيًا مرتبط بالسماء ويرتشف معين القوانين والتشريعات وهي ذات مراد الأنبياء والمرسلين والمعصومين "عليهم السلام" . على آراء كثير من عظماء مدرسة أهل البيت عليهم السلام في قم .
دولة لم تبقي مثل أمريكا الشر المطلق مؤامرة إلا وفعلتها ولم يبقي حجر شر إلا وحركته سواء في الداخل الإيراني او الخارج ، وسواء من غير المسلمين أو المسلمين انفسهم بل حتى من الشيعة ممن قصر فهمه عن إدراك عمق الأهداف العليا لدولة الفقيه ومثل العالِم الإلهي والتقوائي العجيب روح الله الخُميني العزيز يرسم خرائط انتصاراتها ومعجزة الصمود وهي تحاصر وتحارب وتمنع حتى ضروريات الحياة من غذاء ودواء وتكنولوجيا وخبرات ، بل حصار ظالم في كل شيء يسبب لهم الانهيار بلغ بحصد أرواح العلماء في مختلف المجالات ، بل ذهبوا الى محاربة من يؤيد إيران من البلدان العربية الإسلامية وزرع سرطان العملاء ومن يحلمون بالمال والسلطة ليمنعوا صعود أي شريف من الممكن أن يكون يوما سند لتلك الدولة في تصرف او قرار وهكذا .
لكنها صمدت بوجه كل تلك الحرب الضروس واعتمدت على خياطة جراحها بيدها السالمة متوكلة على ما وهبها ذلك المنهج السماوي من قدرة لتكون ألف حاتم في كرم أخلاقها وهي تقف مع حتى من لا يؤمن بها أو لا يعرفها لتأسس ذلك المحور المقاوم ببركة جهودها وصبرها وتحمل الأذى واللوم إذ العالم كله ضدها ، فتحت معسكرات تدريبها العسكري والعقائدي ومختلف الاختصاصات بسخاء وكرم لن يتحمله إلا عظماء أهداف السماء والانبياء ونوابهم بالحق والإخلاص .
لتكون الند الذي أرهق أمريكا الشيطان الأكبر واتعبها وافلت من يديها بحكمة بالغة اسباب قوتها وجبروتها بجري ومسافة بلغت للآن ٤٢ عاما من التحمل واليقظة والوعي والبصيرة وهي تخرج لنا جند ليس على وجه الأرض مثل عقيدتهم والولاء ، ليأتي اليوم الذي تشيخ تلك الدولة - أمريكا - وتضعف ببركة قيادة دولة الفقيه ممن نذروا انفسهم قرابين لتكون كما هي الآن .
دولة مع كل ما فيها من جراح ومشاكل وعوز وشح في مواردها بذلك الوقت كانت تهب كل ما يجعل المسلمون والمقاومون أقوياء في سوح القتال وأماكن مقارعة أمريكا والاستكبار العالمي وأسرائيل ، حتى بزغ فجر العزة والكرامة والشموخ ووصلنا الى زمن تتوسل به مثل أمريكا رضا إيران عنها ومنحها فرصة جلوس على موائد الحوار وهي ترفض ليتحقق منطق الرواية الشريفة "يعطونه فلا يأخذونه" والان ببركة ذلك الإيمان والعشق الفارسي العنيد تجلس دولة الولي الفقيه على عرش القوة والبأس والشجاعة والمسؤولية ، فلو رفع الحصار فأي شيء سنرى من هذا الخلق النبوي العتروي وأي كرامة سوف يحظى بها أبناء الإسلام المحمدي الأصيل الحسيني المقاوم؟!
البصيرة ان لا تصبح سهماً بيد قاتل الحسين ومنه يسدده على دولة الفقيه ..مقال قادم نلتقي..دمتم)..
https://telegram.me/buratha