أ.د علي الدلفي ||
مُخْطِئٌ جدًّا مَنْ يعتقدُ أنَّ الإعلامَ العراقيّ مستقلٌّ؛ ومهنيٌّ؛ ومنصفٌ؛ وموضوعيٌّ؛ وغيرُ متحيّزٍ؛ بَلْ هو مؤدلجٌ بكلِّ ما تعنيه الكلمةُ مِنْ معنًى! وبعيدًا عَنِ "الذّاكرةِ السّمكيّةِ" التي يُعاني منها "البعضُ" أقولُ: كانَ مسلسلُ "أحلام السّنين" الذي عرضته قناة "mbc lraq" في شهرِ رمضانَ الفائتِ إساءةً واضحةً وكبيرةً لأهالي الوسطِ والجنوبِ؛ وعلىٰ الرّغمِ من كرمِ أهلِ النّاصريّةِ وحسنِ استقبالهم لكادرِ المسلسلِ الذي تمّ تصويرهُ هناك إنّه تمّ الإساءةُ إليهم بصورةٍ فجّةٍ تعبّرُ عن دناءةِ المُسيءِ وخسّتهِ! وَمَنْ ينكرُ كرمَ العراقيّينَ وطيبتهم وشهامتهم ورجولتهم وشجاعتهم...إلخ؟! وَمَنْ ينسىٰ تضحياتهم الجِسام مِنْ أجلِ العراقِ ووحدتهِ؟!!
الجنوبُ الذي أنجبَ "شعلان أبو الجون؛ وبدر الرّميّض" وآخرون كُثْر لا يقبلُ بأقلِّ مِنْ كرمهم وشجاعتهم. فالشّيخُ بدر الرّميّض الذي أوجع الإنگليز شجاعةً؛ يخاطبُ ابنه (حسن) ويوصيه بالكرمِ بوصفهِ شجاعة:
حسـن يبني تلكّـــه الضّيف حي بيه
وعسى زاد البخيـل اسموم حي بيه
ياهـــو الأخذ مالــــه اوراح حي بيه
الزين الحفظ عرضه إمـــــن الرديّه
وفي شهرِ رمضانَ الحالي جاءتْ قناةُ الشرّ_قيّة لتمارسَ دورها التّخريبيّ ضدَّ أبناءِ الوسطِ والجنوبِ وهدفها الإساءة لكلِّ رموزهم العُليا؛ وأعرافهم الرّاكزة؛ وقيمهم السّامية؛ ومعتقداتهم الحقّة؛ وتقاليدهم المتوارثة؛ لتهشّمَ أسسَ مُجتمعنا وتهدَّ أركانهُ.
الشّر_قيّة وبزّازها "فاقد الشّرف والعفّة والوضيع المُنحطّ"؛ الذي أهدىٰ (زوجته) و(ملابسها) إلىٰ ابن (الطّاغيّة) المعاق خلقًا ومنطقًا؛ وَمَنْ معهم مِنْ إعلامٍ رخيصٍ وشخوصٍ منحطّةٍ وسافلةٍ وأدواتٍ مأجورةٍ يحاولونَ ليلًا نهارًا وبكلِّ الوسائلِ الانتقاصَ مِنْ مجتمعِ "جنوبنا ووسطنا" بعشائرهِ وثقافاتهِ وقيمهِ وتقاليدهِ وعاداتهِ بصورةٍ طائفيّةٍ مقيتةٍ. متناسينَ كلّ ما قدّمه هذا المجتمعُ للعراقِ غاضّين الطّرف عن تضحياتهِ بالغالي والنّفيسِ مِنْ أجلِ الوطنِ من شمالهِ إلىٰ جنوبهِ وَمِنْ غربهِ إلىٰ شرقهِ. والحمدُ للهِ الذي جعلنا مِنَ الشّاهدينَ علىٰ تلكَ التّضحياتِ الكبيرةِ يومَ انتهكَ "الدّ.و.اع.ش" أعراضَ النّاسِ وأراضيهم في مُدنِ أهلنا في "الغربيّةِ" ونواحيها.
وفي الحقيقةِ أوّلُ مَنْ يعترفُونَ بهذا الفضلِ وَقَدْ أوفوا حقّهُ في مواقفَ كثيرةٍ هُمْ أهلُنَا في "الغربيّةِ" أنفسهم مِنْ شيوخِ عشائرَ ونخبٍ وأكاديميّينَ وأساتذةٍ ومثقّفينَ ورجالِ دينٍ ... إلىٰ آخره. أذكرُ كلمةً صادقةً قالها لي رئيسُ جامعةِ تكريت في "تكريت" الصّديق أ.د. وعد محمود الجبوريّ: "دماء شباب أهل الوسط والجنوب التي سقطتْ علىٰ أراضي تكريت والأنبار وديالىٰ وكركوك دين في رقابنا؛ نحن سنّة العراق؛ ما حيينا".
وأخيرًا... .
سيذكرُ التّاريخُ يومًا مَا قريةً "صغيرةً" بينَ قُرىٰ العراقِ مِنَ الوسطِ والجنوبِ تُدعىٰ إمّا "البصرة" أو "ميسان". وإمّا "الكوت" أو "ذي قار". وإمّا "الحلّة" أو "كربلاء". وإمّا "النّجف" أو "بغداد"؛ وقيل: "الدّيوانيّة" أو "الرّميثة" منبع الثّورة وأصلها؛ قَدْ دافعتْ بصدرها عَنْ شرفِ الأرضِ وكرامةِ العراقيّينَ.
عگال الجنوب ناموس الشّرف والغيرة
https://telegram.me/buratha