مازن البعيجي ||
يقول السيد احمد الخُميني "قدس سره" في اليوم الذي رجع فيه روح الله الخُميني العزيز من فرنسا حيث الاستقبال المهيب والكثير والحشود حوله تبتهج بانتصار الثورة الإسلامية المباركة معلنة تأييدها يقول: ألتفت الى الأمام رأيته يبكي فقلت: سيدنا اليوم يوم فرح وسرور وسعادة لماذا البكاء ؟ فقال لو كانت هذه الحشود خلف علي "عليه السلام" لما قُتل .
نعم! أنها ليلة نجاح المخطط الذي أعدّ لاغتيال الحق والحقيقة ومصداق القرآن الأبرز ، لقد اُغتيل "علي" الذي شهد له العدو قبل الصديق والمحب قبل المبغض والذي تناول سيرته كل من تعلق قلبه بالعلم والمعرفة ليكون مثل "علي" مرفأ الحيارى الذي يرتشف منه ويروي الضمأ .
ليلة هي كالليالي التي مرت على الأنبياء والمرسلين "عليهم السلام" حين لم يكن المجتمع قد وعى لغتهم السماوية والتي تريد الخير لهم وتريد لهم أن يأخذوا من الدنيا زبدة جمالها وملذاتها الحلال.
(قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آَمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآَيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ ) الإعراف ٣٢ .
أمة كانت مسلوبة الوعي والبصيرة والأدراك ، ومجتمع استعجل وقوعه بيد الشيطان الرجيم ولم ينتفع من قامع الشياطين، الإيمان المتجسد على شكل بشر كان في كل مناسبة يشير إليه الصادق الأمين نبي الرحمة بقوله: يا علي انت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي! فضلا عن الحوادث والمواقف التي تبين خطورة مقتله الذي فرّقت الامة عنه تحت وطأة غبائها وسوء سريرتها .
ولكن هذا المجتمع المفقود في كل رحلة الأنبياء والمرسلين والمعصومين "عليهم السلام" موكول ايجاده بزمن الإمام المهدي المنتظر "عجل الله تعالى فرجه الشريف" ومع غيابه المبارك والمخطط هناك نائبه بالوصف ومن يقوم بمهمة فرش الأرض للتمهيد لاستلام المجتمع الإسلامي الأصيل الحسيني المقاوم ومنه ينطلق الى دولة العدل التي لن يقتل فيها علي مرة أخرى ولا يقتل الحسين عليه السلام ولا تسبى زينب مرة ثانية انه مجتمع "الحضارة الإسلامية" وعدالة السماء التي بدأت طلائعها كما أشار المعصومين "عليهم السلام" لجغرافيتها وهي قم المقدسة وعش آل محمد ..
ومن هنا علينا عدم السماح لأي عبد للشيطان ومن تشبهت أفعاله بافعال ذلك الملعون الذي اغتاله يوم ترك ترك علي وحده ، اما علي الحاضر وعلي زماننا دونه أرواحنا رخيصة وهو قائد سفينة التشيع وحارس الإسلام .
لبيك يا خامنئي ..
البصيرة ان لا تصبح سهماً بيد قاتل الحسين ومنه يسدده على دولة الفقيه ..مقال قادم نلتقي..دمتم)..
https://telegram.me/buratha