إعـداد : محمد الجاسم
" تَعَلَّموا العربيَّةَ.. وعَلِّمُوها النـاسَ" ـ حديثٌ شريف
أعددت لكم أحبتي ـ لمناسبة شهر رمضان المبارك من العام 1442ـ ثلاثين حلقةً جديدةً من سلسلة تصويباتٍ منتخبة، امتداداً لحلقات رمضان العام 1441، واستكمالاً لعمودي اللغوي الذي واظبت على تحريره زمناً في صحيفة (المصور العربي) التي أصدرَتْها جمعيةُ المصورين العراقيين في بغداد أواسطَ ونهايةَ التسعينات من القرن العشرين تحت عنوان (إضاءةٌ في التراث).
(50)
بين البطالة.. والعطالة !
الرجل البَطَل ،هو الرجل بَيِّن البَطالة والبُطولة: شُجَاع تَبْطُل جِرَاحته فلا يَكتَرِثُ لها، ولا تَبْطُل نَجَادته، وقيل: إِنما سُمّي بَطَلاً لأَنه يُبْطِل العظائم بسَيْفه.
كما سُمِّيَ البطلُ بَطَلاً لأَن الأَشدّاءَ يَبْطُلُون عنده، وقيل: هو الذي تبطل عنده دماء الأَقران فلا يُدْرَك عنده ثَأْر من قوم أَبْطال، ورجلٌ بَطَّالٌ بَيِّن البَطالة والبِطالة.
الباطلُ ضدَّ الحقِّ، قال تعالى:
" جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا " 81 الإسراء.
لذلك لا يجوز إطلاق تسمية (البطالة) على عدم العمل، وبذلك لا يجوز إطلاق صفة ( بَطّال ) على مَنْ لا عملَ له.. إنما الرجُلٌ البَطَّالٌ، مَن كانَ ذا باطِلٍ، بَيِّنَ البُطولِ.
أما مَن بقي دون عمل، ففعلها (عَطِلَ) من العمل، أو من المالِ، أو من الأَدَبِ، فهذا هو الذي خَلا منه، وعَدِمَه، هو عُطْلٌ وعُطُلٌ.
تَعَطَّلَ: بَقِيَ بِلا عَمَلٍ، والاسمُ: العُطْلَةُ
" وَإِذَا الْعِشَارُ عُطِّلَتْ " 4 التكوير.. العِشَارُ هي النوق الحوامل (عُطِّلَتْ ) تُركت بغيرِ راعٍ أو بغيرِ حَلْبٍ لما دهاهم.
ـ الطرائق .. والطرق !
من غرائب الأغلاط اللغوية أن قرأتُ مرةً عنوان مقال في التغذية الصحية ( طُرُقُ التنحيف وإنقاص الوزن) ، وفي الوقت ذاته، فإن الكاتب تحدث فيه عن الطريقة الأولى، والطريقة الثانية ..وهكذا، وبذلك فإن المقصود ( طرائق ) جمع ( طريقة )، ومن هنا جاءت عبارة ( طرائق التدريس ) في التعليم الجامعي. قال تعالى:
" وَأَنَّا مِنَّا الصَّالِحُونَ وَمِنَّا دُونَ ذَلِكَ كُنَّا طَرَائِقَ قِدَدًا " 11 الجن، والطرائق هنا جمع طريقة، ويقصد بها مذاهب الرجال وأهواءهم وفرقهم.
ورُبَّ قول ..أنفذُ مِنْ صَوْل..
https://telegram.me/buratha