إياد الإمارة ||
الوضع في هذا البلد في أزمة مزمنة وهي تتصاعد بشكل يُنذر بخطر كارثي يتهدد أرواح العراقيين مرة أخرى بعد موجات الموت الجماعي الذي طالنا على أيدي البعثيين الصداميين الإرهابيين ومن ثم على أيدي التكفيريين الوهابيين الإرهابيين أيضاً بعد العام (٢٠٠٣) وعلى مرحلتين:
الأولى بطريقة غير مباشرة عن طريق المفخخات والأحزمة "الإنتحاريين" وقطع الطرق خلسة لقتل الأبرياء.
أما الثانية فكانت مباشرة من خلال هجوم زمرة داعش الإرهابية التكفيرية وفتكها بالعراقيين.
المفارقة الكبيرة التي تُسجل على هذا القتل الجماعي الجائر تُقسم هذا القتل على عهدين:
الأول هو العهد الصدامي منذ تشكل عصابات البعث الدموية ولغاية العام (٢٠٠٣).
الثاني هو الممتد من عام التغيير وإلى يومنا هذا.
المفارقة هي إننا كنا نواجه العهد الأول من الموت بوعي وبصيرة ونظرة ثاقبة مكنتنا من تجاوز كل المعوقات حتى تحقق شيئاً من الفتح وإن كان محدوداً للغاية، في حين إن مواجهتنا الحالية لهذا العهد من الموت تفتقد للعقل وتنعدم بها البصيرة!
المشهد الآن في العراق أمام عهد القتل الجماعي "الحالي" الذي تقف خلفه الصهيونية وكل أذنابها قاتم جداً ومحزن جداً، إذ يتفرق جمع الضحايا ليكونوا فريسة سهلة لهذا القتل!
تفرق العراقيون إلى جماعات داخل المجموعة الواحدة وأصبحنا أيدي سبأ تنهش بنا نوايانا "الضيقة" التي لا تتسع لنكون -على هذه الأرض الواحدة وأمام هذه المصير الواحد- يداً واحدة لمواجهة المخاطر المهولة المحدقة بنا..
تصوروا ذلك!
تصوروا أن الفتنة أوضح ما يكون..
والعواقب الوخيمة أوضح ما تكون..
ونهاياتهم ونهاياتنا المحزنة القريبة أوضح ما تكون..
ونحن أبعد ما يكون عن التصرف الصحيح..
ونحن أبعد ما يكون عن الموقف الصحيح..
ولنسأل ما الذي يبعدنا عن بعضنا البعض في هذه المحنة الشديدة؟
لماذا نتفرق عن حقنا ويجتمعوا حول باطلهم؟
لماذا لا يفكر عليتنا بما هو أبعد من مصالحهم الخاصة؟
اسألة كلها تدور في محور واحد هو محور الفتنة!
الفتنة الأشد هي في العراق..
والفتنة أشد من القتل من كل القتل الحاصل في العراق.
https://telegram.me/buratha