المقالات

الفتنة في العراق أشد من غيرها في أي مكان..أشد من القتل..

1503 2021-05-11

 

إياد الإمارة ||

 

 

الوضع في هذا البلد في أزمة مزمنة وهي تتصاعد بشكل يُنذر بخطر كارثي يتهدد أرواح العراقيين مرة أخرى بعد موجات الموت الجماعي الذي طالنا على أيدي البعثيين الصداميين الإرهابيين ومن ثم على أيدي التكفيريين الوهابيين الإرهابيين أيضاً بعد العام (٢٠٠٣) وعلى مرحلتين:

الأولى بطريقة غير مباشرة عن طريق المفخخات والأحزمة "الإنتحاريين" وقطع الطرق خلسة لقتل الأبرياء.

أما الثانية فكانت مباشرة من خلال هجوم زمرة داعش الإرهابية التكفيرية وفتكها بالعراقيين.

المفارقة الكبيرة التي تُسجل على هذا القتل الجماعي الجائر تُقسم هذا القتل على عهدين:

الأول هو العهد الصدامي منذ تشكل عصابات البعث الدموية ولغاية العام (٢٠٠٣).

الثاني هو الممتد من عام التغيير وإلى يومنا هذا.

المفارقة هي إننا كنا نواجه العهد الأول من الموت بوعي وبصيرة ونظرة ثاقبة مكنتنا من تجاوز كل المعوقات حتى تحقق شيئاً من الفتح وإن كان محدوداً للغاية، في حين إن مواجهتنا الحالية لهذا العهد من الموت تفتقد للعقل وتنعدم بها البصيرة!

المشهد الآن في العراق أمام عهد القتل الجماعي "الحالي" الذي تقف خلفه الصهيونية وكل أذنابها قاتم جداً ومحزن جداً، إذ يتفرق جمع الضحايا  ليكونوا فريسة سهلة لهذا القتل!

تفرق العراقيون إلى جماعات داخل المجموعة الواحدة وأصبحنا أيدي سبأ تنهش بنا نوايانا "الضيقة" التي لا تتسع لنكون -على هذه الأرض الواحدة وأمام هذه المصير الواحد- يداً واحدة لمواجهة المخاطر المهولة المحدقة بنا..

تصوروا ذلك!

تصوروا أن الفتنة أوضح ما يكون..

والعواقب الوخيمة أوضح ما تكون..

ونهاياتهم ونهاياتنا المحزنة القريبة أوضح ما تكون..

ونحن أبعد ما يكون عن التصرف الصحيح..

ونحن أبعد ما يكون عن الموقف الصحيح..

ولنسأل ما الذي يبعدنا عن بعضنا البعض في هذه المحنة الشديدة؟

لماذا نتفرق عن حقنا ويجتمعوا حول باطلهم؟

لماذا لا يفكر عليتنا بما هو أبعد من مصالحهم الخاصة؟

اسألة كلها تدور في محور واحد هو محور الفتنة!

الفتنة الأشد هي في العراق..

والفتنة أشد من القتل من كل القتل الحاصل في العراق.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك