عمار الجادر ||
ان اعدل حقبة حكم في الاسلام, بعد استشهاد رسولهم, هي حقبة حكم علي عليه السلام, حيث يحدثنا التأريخ عن الوضع الاقتصادي آنذاك, ويقول : كان في حكم علي ينثر الحب على الجبال لكي لا يجوع مخلوق في زمن حكمه! ولكن الغريب انها اقصر حقبة مقارنة بسالفتها, وشهدت حروب داخلية طاحنة.
هنا قد يجد القارئ الكريم تضارب واضح في المعلومات التاريخية, فكيف يكون هناك حقبة دامت اربعة سنوات من الحكم العادل, وفي نفس الوقت مليئة بالحروب بين المسلمين انفسهم, وعلي طرف فيها؟!
لكي نزيل ذلك العجب؛ علينا الاستناد الى مصادر موثوقة لا يمكن ان تزيف, وطرق هذه المصادر الموثوقة لدى المسلمين, طريقين وهما ( كتاب الاسلام القران و ما نقل عن رسولهم قولا او عملا), وهنا سيجد الباحث قرانا يبين صراع دائمي بين حزب الشيطان المتمثل باليهود, وحزب الله المتمثل بالأنبياء والرسل واوصيائهم.
صعودا منذ خلق ادم, حتى ظهور الاسلام الخاتم, كان العدو الدائم هو الشيطان وجنوده من الجن والانس, ولما انحسر الدين بالإسلام خاصة, تجد ان اشد اعداء الذين امنوا هم اهل الكتاب ( اليهود والنصارى), واليهود كانوا ادهى, وكان اقتصاد الجزيرة العربية بيد اليهود, وشركاء هؤلاء هم عائلات حاكمة على رأسها ال مروان وبيت ابي سفيان.
عندما تقرأ القران تجد ان رسول الاسلام قد اوذي بأشد الاذى, وجاهد من اجل رسالته حق الجهاد, وهو القائل: لم يؤذ رسول او نبي مثلي ابدا, وصدق الرسول حيث يوثق القران ذلك بتفاصيله, ولكي نعي تماما من اذى الرسول, علينا معرفة حزب الشيطان, وتعرفهم بسورة المنافقين, وهم انفسهم من حال بين وعد السماء بملك الارض للصالحين بعد استشهاد الرسول.
الادوار تتكرر في كل زمان, وزماننا هذا يزيل عنا العجب عندما يذكر التأريخ حروب علي, حيث نجد ان عائشة تنقلب من مقولة ( اقتلوا نعثل فقد كفر) الى رفع قميص نعثل والمطالبة بالثأر لدمه مع الشجرة الفاسدة من ال ابي سفيان, ومن علي هو القران الناطق الى رفع المصاحف على الرماح من قبل ابن العاص, الى رجل في الشام يقول: أ وكان علي يصلي؟! وهكذا فعل الاعلام.
اليوم يفسر لنا سورة المنافقين؛ حيث نطق الرويبضة, وقيل لمن ضحى بدمه واعاد الاعراض وكسر اليهود بانه ذيل, وخرج لنا من يشوه الحقائق دون دليل كالصرخي العميل, وكلما اوجع الشيعة اليهود, خرج لنا رويبضة ليقول الحكم للوطن, كما كان علي عليه السلام كلما اوجع حزب الشيطان خرج ابن العاص ليقول ما الحكم الا لله.
https://telegram.me/buratha