محمد صادق الهاشمي ||
تشتعل النيران بين المقاومة الإسلامية الفلسطينية والعدو الصهيوني في فلسطين؛ وهنا عدد من النِّقاط:
1- من المؤكد أنَّ الأحداث تؤشر أنَّ عهد الحجارة انتهى، وبدأ عصر الصواريخ، تلك الصواريخ التي تُظهِر قدرتها على ضرب العمق الإسرائيلي، واختيار النقاط المؤثرة والمربكة؛ اعتمادًا على خارطة ومنظومة أمنية، وقاعدة بيانات أمنية عسكرية يمتلكها الفلسطيني دقيقة للغاية، مكَّنت الصاروخ المقاوم شمول كل فلسطين من الشمال إلى الجنوب، وأن يربك أمن وحركة الإسرائيلي، ويجعله يعيد الحسابات، ويعترف في أعماقه بتغيّر ميزان القوى.
2- الكيان الصهيوني يدرك أنَّ الفلسطينيين في الداخل اليوم في تنامٍ عدديّ ومعنويّ، وأنّ غزة سندهم بصواريخها وقيادتها الإسلامية، وانتمائها إلى العمق المقاوم في العالم الإسلامي، وإلى من يقف خلفها من المقاومة الرائدة في عالمنا وهي (حزب الله لبنان)، وعلى رأسها الرجل المُتألِّه العلوي (حسن نصر الله)، وخلفهما كل المقاومة في العراق وسورية، وخلفهم كلهم السند الأكبر: النجف الأشرف، وقم المقدسة، بقيادة الإمامين السيستاني والخامنئي، نعم، إنها جغرافية معقدة مربكة لحسابات بني صهيون؛ فإنَّ المخطط الصهيوني مدرك إلى العمق المقاوم، لذا أراد إيجاد ضدٍّ نوعيّ في العمق العربي المطبع، لكنهم لا يساوون قشور البصل قبال المقاومة التي تمتد من قلب طهران إلى لبنان مرورًا بالعراق وسورية؛ لتجاور إسرائيل الغاصبة، وتوجه إليها صواريخها وقوتها، وتغير المعادلات؛ استعدادًا للنصر الأكبر، وهذا العمق يظهر في معادلات الأحداث التي تجري اليوم في القدس وغزة.
3- إسرائيل تدرك أنَّ العالم تغير، والمعادلات تبدلت، ولم تعد أميركا سيدة العالم؛ فهي منشغلة بمشكلاتها الداخلية والخارجية، ولم تعد أوروبا السيد الثاني، ولم تعد إسرائيل اللاعب المتمكن، ولا أنظمة الخليج مسيطرة على المنطقة، فاليوم بفعل الثورة الإسلامية الإيرانية، والمد المقاوم؛ تغيرت المعادلات تمامًا، وليس أقوى دلالة من أنَّ إسرائيل ومن يقف خلفها فشلوا في: اليمن، سورية، العراق، لبنان، إيران... بل من كل المحن والتحديات؛ خرجت المقاومة أصلب عودًا، فليس أمام إسرائيل إلا الهزيمة.
4- يراهن بعضهم على أنَّ إسرائيل تتمكن من احتلال غزة ثانية!، وتلك قراءة لا تعتمد العلم والمعرفة بالمتغيرات؛ فإنَّ إسرائيل القوية أمر عاد من الماضي، وليس أمام إسرائيل إلا العد التنازليّ لهزيمتها، فقد بان ضعفها، واتضحت هزيمتها أمام أمة وعمق المقاومة، وهي أبعد من الشمس من أن تُقْدِم على احتلال غزة؛ لأنها لا تريد الغرق في حرب الشوارع، والاستنزاف، ولا تريد فتح جبهةٍ عليها تمتد من غزة إلى قلب طهران.
5- رهانات إسرائيل التي كانت تعزز بها أمنها أمام المواطن الإسرائيلي؛ اتضح للرأي اليهودي العام أنها كاذبة، فقد فشلت إسرائيل في إلحاق الهزيمة بحزب الله لبنان عام 2006، وبغزة في مناسبات عدة، آخرها حرب 2014، وبعدها وقبلها، وفشلت إسرائيل في مشروع القاعدة (وداعش)، وفشلت في التطبيع الذي كانت توهم اليهود أنهم يشكلون لها طوق الحماية، وفشلت صفقة القرن ومن قبلها كامب ديفيد وأوسلو، ولم تسفر كل المخططات إلا عن هزيمة الكيان الغاصب أمام الصواريخ المتطورة في القدرة والتأثير.
6- اليوم تسود العالم الإسلامي ثقافة لا يمكن للصهاينة العيش بأمان معها، وهي ثقافة المقاومة، التي تعني تحرر ونهضة المسلمين، واستعادتهم هويتهم، واستعدادهم للتضحية، وأنّ إسرائيل لا بد أن تزول، وتلك هي لغة القرآن، وهذا وعد الله؛ فأين يفرّ بنو صهيون؟
https://telegram.me/buratha