إياد الإمارة ||
▪️الحديث هذه المرة عن شهيد الإسلام الكبير اللواء أحمد كاظمي رضوان الله عليه أحد أهم قيادات الحرس الثوري الإسلامي في إيران، القائد الشهيد الذي بكته إيران ومعهم أحرار العالم بدموع غزيرة، ووقف الإمام القائد آية الله العظمى السيد الخامنئي الحسيني دام ظله الوارف على جثمانه الطاهر يؤبنه بكلمات نورانية تحكي خلاصة عطاء هذا الشهيد الكبير وأمنيته التي كان يدعو الله تبارك وتعالى لأن يحققها له وفعلاً قد تحققت له لينتقل إلى عالم الأحياء بين يدي الله بلباس العزة والكرامة والولاء..
اجد من الضرورة بمكان الحديث عن الشهداء عن سيرهم العطرة عن مواقفهم الشاخصة، ومن الضرورة أيضاً أن نستذكرهم رضوان الله عليهم دائماً خصوصاً ونحن نقف بين يدي الله سبحانه وتعالى تلهج ألسنتنا بالشكر والحمد والتمجيد له بعد كل إنتصار يتحقق لأمة الإسلام بإذنه تعالى.
هذه الإنتصارات التي يهبها لنا الله عز وجل هي ببركة دماء الشهداء وثقة المجاهدين بالله وبأنه هو الذي ينصر عباده المجاهدين الذين اختاروا باب الجهاد للدخول إلى الجنة وهو باب خاصة أوليائه “الجهاد باب من أبواب الجنة فتحه الله لخاصة أوليائه“.
الشهيد السعيد اللواء أحمد كاظمي رضوان الله عليه من مواليد مدينة أصفهان وتحديداً منطقة نجف أباد عام (١٩٥٨) ميلادية، قائد متقدم في حرس الثورة الإسلامي الإيراني، كان من الشباب البارزين في معارضة نظام الشاه المستبد في إيران، إلتحق بصفوف الثائرين عام (١٩٧٩) ميلادي وبعد إنتصار الثورة الإسلامية بقيادة إمام الأمة الراحل روح الله الموسوي الخميني رضوان الله عليه شارك الشهيد كاظمي في عمليات إخماد أعداء الثورة الإسلامية في إقليم كردستان غرب إيران، وكان للشهيد كاظمي شرف المشاركة في الحرب التي شنها النظام البعثي التكفيري ضد الثورة الإسلامية وهي لا تزال فتية وكان قائداً لعديد من المعارك ضد البعثيين الإرهابيين، وشارك الشهيد كاظمي معركة تحرير المحمرة.
عين قائد الثورة الإسلامية الإمام الخامنئي دام ظله الوارف الشهيد كاظمي قائداً للقوات الجوية في الحرس الثوري الإسلامي لمدة خمس سنوات، ثم عينه دام ظله الوارف قائداً للقوات البرية في حرس الثورة الإسلامي إلى أن أُستشهد في حادث تحطم الطائرة بمدينة ارومية عام (٢٠٠٦) ميلادية مع عدد من مجاهدي الحرس الثوري الإسلامي الإيراني.
أنهى الشهيد أحمد كاظمي ابن عشق علي دراسته لمرحلة البكالوريوس في كلية التربية قسم الجغرافيا وواصل بعد ذلك دراسته الجامعية إلى مرحلة الماجستير في قسم إدارة الدفاع في جامعة طهران.
إلتحق الشهيد كاظمي شاباً قبل الثورة الإسلامية مع رفاقه غلام رضا صالحي، وغلام رضا يزداني، بدورة تدريبية في الحروب غير النظامية في سورية و بعد إنهاء الدورة ذهب إلى جنوب لبنان واستقر هناك.
تزوج الشهيد كاظمي عام (١٩٧٨) ميلادي وله ابنان الأول هو المهندس محمد مهدي والثاني سعيد.
مع بداية الحرب التي شنها البعثيون على الثورة الإسلامية الإيرانية بأوامر من الأمريكيين والصهاينة التحق الشهيد كاظمي بصفوف المجاهدين ضمن مجموعة مكونة من (٥٠) مجاهد وكانت هذه المجموعة التي نمت وتطورت كثيراً من أقوى المجاميع الجهادية التي شاركت في الخط الأمامي في الكثير من المعارك التي خاضها الإيرانيون ضد البعثيين الإرهابيين، و أصيب لعدة مرات خلال المعارك في ظهره وساقه و يده، وقد تم قطع إحد أصابعه.
وقف الإمام القائد آية الله العظمى السيد علي الخامنئي الحسيني دام ظله الوارف على جثمان الشهيد كاظمي يؤبنه بكلمات نورانية تبين مكانة هذا الشهيد العالية ومن بعض ما قاله الإمام القائد دام ظله الوارف: "قبل أسبوعين من الحادثة جائني الشهيد" كاظمي" وقال لي:
لي عندك مطلبين، الأول ان تدعوا لي أن يبيض الله وجهي"يُحسن عاقبتي".
والثاني أن يرزقني الشهادة.
فقلت له: من المؤسف أنكم تموتون، بعد أن قطعتم كل هذه الأشواط، دون أن تنالوا الشهادة، فكلكم أهل لاستحقاقها، إلا أن الوقت لم يحن لذلك فالبلد و النظام الإسلامي بحاجة ماسة لكم.
ثم قلت له: في اليوم الذي وصلني فيه خبر شهادة الشهيد صياد شيرازي، قلت حينها:
صياد يستحق الشهادة وكان ذلك حقه ومن المؤسف أن يموت صياد شيرازي دون أن ينال الشهادة. اغرورقت عينا الشهيد أحمد كاظمي بالدموع، وقال لي:
إن شاء الله سيصلكم خبر شهادتي.
https://telegram.me/buratha