المقالات

الموقف العربي من أحداث العراق

1217 14:25:00 2008-04-08

بقلم: عبد الرزاق السلطاني

إن العملية السياسية رغم ما يعترضها من الصعاب والتحديات تشهد تقدماً ملموساً في عملية التحول الديمقراطي، والتطور السياسي الايجابي وتعايش مكونات الشعب العراقي بما يسنجم مع وحدته.. وهو ما سيفسح الطريق للمضي في أعمال الاعمار والبناء التي حرم منها ابناء شعبنا بسبب تكالب قوى الشر الداخلية والخارجية، فان الديمقراطية المجتمعية او دمقرطة المجتمع المدني والتي تعني بث المزيد من روح المسؤولية عند الافراد تجاه التفكير والعمل على تقرير مصيرهم، وبما أن للسياسة دور كبير في بناء التجارب الوطنية الفتية بوصفها مركز تكثيف القرار المجتمعي وتوحيده، لذا فهي قطب الاعتماد الرئيس لتحقيق المسارات المطلوبة، مما زاد الحديث عن المجتمع المدني ومؤسساته في الدول الصناعية كدليل على نضج الديمقراطية او اكتمالها، وفي فضاء حياة تعددية ديمقراطية سيكون المجتمع المدني داعما للدولة ومكون رئيسا من مكامن قوتها، الى جانب السلطة التي ستتراجع من ابتلاع الدولة، لتسويد القانون، ومن أجل ان تعود الدولة الى مجالها الطبيعي لتقنن صراع الارادات الحرة المستقلة، وإدارته سلمياً، فضلاً عن توفير المساحات لمجابهة التحديات القومية الراهنة والمستقبلية، التي تحتاج فيها بلادنا كباقي دول العالم الثالث الى دور أقوى للدولة في قيادة تنمية عقلانية عادلة، يشارك المجتمع في إرساء قواعدها، وبناء مجتمع مدني يعمل على تعزيز الاندماج والوطنية من جهة أخرى. فإن المجتمع المدني هو مجتمع الدولة الحديثة، والدولة الطائفية ليست عائقاً امام الحداثة السياسية وحسب، بل أمام الحداثة ككل وخاصة الحلقة الاتحادية فيها كونها ركيزة التنمية الاقتصادية والتقدم.

ومن هنا فان العراق بلد يحمل خصوصية وطنية تتفاعل معها تعدد اللغات واللهجات والعقائد والاعراف والتقاليد ضمن وطن واحد، وهذه الخصوصية تحتاج الى تجربة ديمقراطية تؤسس لدولة الانسان والقانون، دولة المؤسسات الدستورية وتكافؤ الفرص والمواطنة الصالحة، ومن ثم الحكم لصالح اللامركزية الادارية وتطبيقها وتهيئة قواعد جماهيرية واسعة للمشاركة في الحكم، فهي تحفز الجميع على الابداع والاخلاص للاقاليم. ومن اجل ضرورات المرحلة الراهنة ولتسريع تحقيق المصالحة الوطنية في العراق ليتجاوز ازماته وقيام عملية سياسية وطنية لحفظ المصالح العليا واخراج العراق من طائلة البند السابع، بيد أن تعطيل ذلك ارتهن ببعض الاطراف مسلوبة القرار الوطني مما يستوجب كشف الاوراق على الطاولات وفضحها ليتسنى تحديدها لمن يعتقد بوطنيتها، ومن هنا فان عملية التوازن في العلاقات العراق - عربية يجب أن تتجرد من الترسبات الضيقة، والعمل في إطار واسع لتبديد الشرخ الاقليمي والعربي بشكل أعم، غير أن سياسة المحاور والانكفاء على محددات معينة لا تصب في مصلحة العراق والمنطقة، فتعزيز اجراءات ضبط الحدود ومنع المتسللين، وإعادة فتح البعثات الدبلوماسية العربية في العراق يضع القادة العرب امام مسؤولية تاريخية ويترجم تصورات احترام سيادة العراق وحفظ هويته، ودور الساسة لبيان وعي ونضج تسخير الطاقات الاصلاحية لتحفيز واطلاق حركة المجتمع لقيادة التطور المطلوب ليعود العراق الى موقعه المتميز في داخل المنظومة الدولية.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
ابو محمد البصراوي
2008-04-09
السلام عليكم يجب ان لا يعول العراق كثيرا على الدول العربيه واتمنى ان يتوقف العراق عن هذه اللهجة الضعيفه وهي دائما التوسل بالدول العربيه ان يرسلوا سفرائهم الى العراق انها فعلا طلبات مخزية لانه ابسط شئ العرب وحقدهم وكرهم للعراق وشعبه يمنعهم من ارسال سفرائهم الى العراق بل انهم يتسابقون في ارسال ارهابيون بعد ان يدربوهم في بلدانهم ويمدوهم بالسلاح والمتفجرات ليقتلوا الانفس البريئه على الحكومه والشعب ان يتوقف عن هذه الطلبات وان يؤسس جيش قوي يمسك الحدود واتمنى كل كيلومتر واحد تكون سيطرة حدود
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك