المقالات

إلى أبناء التيار الصدري الواعين

1291 14:45:00 2008-04-08

( بقلم : حيدر العكيلي )

ان الأزمة الحاصلة بين التيار الصدري والحكومة ما هي إلا وهم يحاول ان يجعله الجناح المتشدد في التيار حقيقة, ويريد ان يصور للناس ان الحكومة تستهدف التيار الصدري وهذا الأمر لا صحة له على الإطلاق.. أولا نحن نقصد بالجناح المتشدد في التيار الصدري هم المجموعات التي لا يعجبها قرار تجميد نشاطات جيش المهدي العسكرية, وهم الذين لا يحبون ان يكون التيار الصدري كيانا سياسيا يستخدم الأساليب السلمية المتحضرة للمطالبة بحقوق الناس, والمتشددون هم الذين يحبون استخدام العنف والتعامل به في كل القضايا سواء كانت مع العدو المحتل أو في حل الخلافات السياسية بين أبناء الوطن الواحد أو المدينة الواحدة أو حتى العشيرة الواحدة .. وبشان هذا نتوجه إلى أبناء التيار الوطنيين الأحرار وليسوا عبيد السلاح والأموال القادمة من الخارج ..

ان الإشكال الذي يقع بين الحكومة والتيار هو كما يلي :فبعد ان أخذت أمور الوطن تميل إلى الهدوء والاستقرار بعد ان دخل الدستور الدائم حيز التنفيذ وانتخبت حكومة دائمة دستورية , كان من أول أولويات هذه الحكومة وكما هو معلوم هو إحلال الأمن بعد الفوضى العارمة التي عمت العراق من قبل الإرهاب الأعمى والعصابات المسلحة المختلفة التوجهات وعلى رأسهم بقايا النظام السابق, إضافة إلى تخبطات قوات الاحتلال في هذا الملف .. وعندها بدأت الدولة تبني أجهزتها المدنية والأمنية وكل منصف يمكن له ان يلاحظ الفرق بين الوضع ألان وما كان عليه قبل الحكومة الدائمة .. وعليه فعندما أخذت تنمو قوة الدولة المتمثلة بالأجهزة الأمنية والعسكرية كان لزاما عليها ان تبسط سلطتها على كل إنحاء الوطن .. ومن الطبيعي سوف لن يكون هناك مزيد من الحاجة إلى المنظمات المسلحة لحماية الناس كما كان يفعل (جيش الإمام المهدي) سابقا في ظل ضعف الدولة وأجهزتها الأمنية, ولهذا فان التيار الصدري المجاهد والذي حمل هم الوطن من بداية نشوئه, عمل بشكل واعي مع كل الكيانات السياسية الداخلة في العملية السياسية من اجل دعم الحكومة في مشروعها لإحلال الأمن فكان يساعدها في كل المدن إلى ان أخذت قوة الدولة تتصاعد شيئا فشيئا حتى بلغ الحد وبعد ان نفذت خطة فرض القانون إلى ان انتهى الإرهاب تماما أو كاد في معظم المناطق التي كان يسيطر عليها سواء في بغداد أو في المحافظات الحاضنة له .. وقد كان للتيار الصدري دوره الذي لا ينكر في التعاون مع أجهزة الدولة لتحقيق هذا الهدف, وبعد ان أخذت الأمور تجنح إلى الهدوء أعلنت الدولة ضرورة نزع سلاح جميع المجموعات المسلحة خارج أجهزة الدولة القانونية وهذا القرار لم يكن أبدا مقتصرا على جيش المهدي ولم يكن هو المقصود منه لوحده القرار كان يستهدف الجميع دون استثناء, وكان على الجهات الداخلة في العملية السياسية من باب أولى ان تكون السباقة إلى ذلك لأنها هي التي تحكم وهي التي تدير الدولة فلا يمكن ان تدير ظهرها للقرار وإلا حدثت فوضى ثم ان هدف القرار كان حتى تفرز المجموعات التي تحمل السلاح ضد الدولة والقانون لأهداف سيئة من الفئات الوطنية كالتيار الصدري ...

وهنا ولان التيار الصدري هو من أهم ركائز العملية السياسية فانه تعاون بشكل كامل مع الدولة كما كان سابقا, فصدرت توجيهات عديدة من قيادة التيار الصدري بإنهاء المظاهر المسلحة لعناصره في الكثير من المناطق التي له فيها وجود فاعل,, إلا ان بعض المجامع و للأسف الشديد لم تلتزم بتوجيهات قيادة التيار ولا بنداءات السيد القائد المتكررة إلى ان وصلت الأمور ذروتها عند إحداث الزيارة الشعبانية المؤسفة التي وقعت في أهم وأقدس الأماكن والمناسبات الشيعية والتي كاد ان يحدث من جرائها اقتتال شيعي شيعي داخل البيت الواحد الأمر الذي يشم منه بوضوح رائحة مؤامرة كبرى على الواقع الشيعي وعلى العراق الجديد مدفوعة من أطراف معادية للطرفين ولكن للأسف أنها حدثت بأيدي محسوبة على الخط الصدري الشيعي الشريف ... وهنا تنبه السيد مقتدى الصدر إلى خطورة الوضع والى ذلك الجناح المتشدد الذي لا يلتزم بتوجيهات نزع السلاح والذي سوف يكون مرتعا وغطاءا لكل الأطراف الخارجية التي لها أهداف بعيدة عن مصلحة العراقيين, عن طريق المال والسلاح وهم كثر, وتنبه إلى ان هذا الجناح لا يهمه الأهداف الوطنية النبيلة التي تأسس من اجلها التيار وهي خدمة العراق وأهله وليس العبث بأمنهم ومصالحهم .. فما كان منه إلا ان بادر إلى نزع الفتيل وإزاحة الغطاء عن هذه المجاميع المجرمة لتعريتها وكشف زيفها وذلك عندما أمر بتجميد نشاط جيش المهدي لستة أشهر وأوعز إلى أجهزة الدولة بان كل من يخالف هذا التوجيه فهو ليس من جيش المهدي وانه برئ منهم .. وبعد ان تم ذلك ارتاح الناس من المظاهر المسلحة من غير أجهزة الدولة .. ولكن الجناح المتشدد لم يعجبه هذا الأمر ولم ينفذوه بالكامل فأخذت بعض مجاميعهم بتجميع السلاح والقيام ببعض الإعمال السرية بين الحين والأخر من عبوات ناسفة وإلقاء بعض الصواريخ هنا وهناك .. فماذا يمكن ان تفعل أجهزة الدولة والحالة هذه ؟؟؟ لا بد ان تبادر وتعتقل وتداهم وتسجن وتصادر وتجمع المعلومات انه واجبها الوطني أولا وثانيا هو هدف كل العراقيين في الوقت الحاضر بعد ان ذاقوا الويلات بسبب انعدام الأمن .

اليوم وبعد ان اصدر السيد مقتدى الصدر أوامره بتجميد نشاطات جيش المهدي للمرة الثانية حرصا منه على تطهير ذلك التيار الشريف من بعض المندسين الذين يريدون تخريب الأمن خدمة لمصالح مجهولة, نجد ان الذين لا يعجبهم هذا التجميد قد ضاقوا ذرعا به ولذلك اخذوا يتحايلون ويختلقون الحجج والظروف للإيحاء بان الدولة تستهدف التيار الصدري ..

وعليه فنحن نقول لأبناء التيار الصدري الواعين الحريصين على امن ومصلحة شعبهم ان ما يحدث اليوم ما هو إلا محاولة من جناح متشدد لان يجر إقدام التيار مرة أخرى إلى حمل السلاح والاصطدام بالدولة دون أي داع وربما إننا اليوم إمام مؤامرة اخطر لان الظروف دقيقة للغاية .. وعليه ادعوا إخوتي بكل حرص إلى اتخاذ أقصى درجات الحيطة والحذر فان ما يحدث هو ليس صراع بين الدولة والتيار إطلاقا وإنما الإطراف التي نعنيها هي التي تريد الوصول إلى ذلك الهدف, وربما الطريق بات أسهل إمامهم خصوصا بعد ان اخذ بعض قادة التيار الشريف يطلقون بعض التصريحات الحادة للأسف والتي يمكن ان تعني دفاعا أعمى عن مجموعات مجرمة لا علاقة لها بالتيار وأهدافه النبيلة.. وأقول لهم الله الله أيها الإخوة في مواقفكم لا تتسرعوا ولا تنحازوا لمن يصور لكم بأنه استهداف ولا تدعوا التشدد يغلب على الحكمة والتعقل .. فليس من الصعب علينا ان نفهم ان الذي يحمل السلاح ويريد ان يستخدمه دون ان يمنعه احد, من السهل ان يقول اني مستهدف ويحاول استثارة أتباع التيار لنصرته .. ونقول لقادة التيار الواعين لا تتصوروا ان تفقدوا شعبيتكم إذا ما استخدمتم الحكمة وان تصريحاتكم النارية التي تجلب لكم شعبية بعض أتباع التيار لاتساوي شيئا إمام إثارة الفتنة وإراقة الدماء المحرمة وإعطاء الذريعة للمتشددين ومن يندس بينهم ويستغل غفلتهم من بعثيين وإرهابيين بان يلقون بوابل من صواريخهم القادمة من الخارج على مناطق بغداد.. وفيما بعد سوف لم يسلم منهم أي حي أو منطقة لا تعجبهم تحت شتى الذرائع وحتى وان كانت أقدس عتبات أئمتنا الأطهار صلوات الله عليهم وعندها من سيكون المسؤول.. ؟

حيدر العكيلي

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
محمود
2008-04-14
أسمعت لو ناديت حيا , ولكن لاحياة لمن تنادي. واذا اراد احدهم ان يجيبك فسوف يقول العباره المشهوره ( الاحتلال حبيبي ) التي اكتشفها زعيم جيش أعداء المهدي والتي اخذها منه كل مساعديه وضمنهم سيد حازم الفلته الذي زار في احد الايام جرحى التفجير الذي حصل داخل جامع براثا وقال لهم وكأنه يخاطب اطفال ما معناه ان الاحتلال دخل بغفله من الحراس واستطاع ان يفجركم وبنفس اليوم اعترفت القاعده بالتفجير ولا اعرف لماذا تشويه الحقائق وسحب الاضواء عن القاعده وتسليطها على الامريكان ونحن بامس الحاجه لمعرفة العدو من الصديق
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك