إياد الإمارة ||
▪️ أنا معجب جداً ببعض ما يكتبه السيد سليم الحسني وقد أتبنى بعض هذا البعض بقوة، والسيد الحسني كاتب له باع طويل في الكتابة زامل ولازم شخصيات مهمة في الحركة الإسلامية العراقية وليس بعيداً عن معلومات تخص الطبقة السياسية العراقية ومؤسسات الدولة العليا..
والسيد الأعرجي مجاهد بدري حظي بإهتمام بالغ في الوسط البدري والمشهد السياسي العراقي بعد العام (٢٠٠٣) ولم يكن قبل هذا التاريخ من ضمن الأرقام البارزة في منظمة بدر "الفيلق"، إمكانات الرجل معروفة فيما الحسني يتمتع بخلفية ثقافية وحجم من العلاقات الوطيدة مع أطراف رفيعة المستوى في الحراك السياسي العراقي الإسلامي بالذات.
حقيقتان يجب التوقف عندهما ونحن نقرأ مقال السيد سليم الحسني الذي يتهم فيه السيد الأعرجي بإثارة الفتنة "رأس الفتنة" بين الحشد الشعبي المقدس والسيد مصطفى الكاظمي.
لعل التفاصيل التي لم يدخل فيها السيد الحسني والخاصة بإعتقال القائد الحشدي قاسم مصلح والأطراف التي نفَذت العملية التي يراها الكاتب "ثانوية هامشية" تبريء مستشار الأمن الوطني السيد قاسم الأعرجي من تهمة إثارة الفتنة بين الحشد الشعبي المقدس و الكاظمي، السيد الأعرجي لم يُنسج ولم يُجرِ ولم يُشعل أي فتنة تم التخطيط لها من قبل دوائر معادية لم يحط السيد الأعرجي ولم يكن على دراية بها ولو كان على علم بها لما تصاعد المشهد بالمستوى الذي شهدته الساحة العراقية قبل أيام ولا تزال بعض تداعياته مستمرة، السيد الأعرجي لا يستطيع أن يمارس دور (المتقوّل) بين قيادات الحشد الشعبي وبين رئيس الحكومة مصطفى الكاظمي مستغلاً علاقته بالطرفين -كما يقول الحسني- إذ للسيد الكاظمي علاقاته الوطيدة مع بعض قيادات الحشد وبإمكانه أن يستفهم عن أي (تقوّل) يأتيه من أي طرف كان، عملية الإعتقال الأمريكية التي تمت تغطيتها بعبائة عراقية أبعد بكثير من تقولات متقوّل مهما كان منصب ودور هذا المتقول.
لا توجد لدى قيادات الحشد الشعبي المقدس أي مخططات أو توجهات ضد السيد الكاظمي وهم أكثر شجاعة وصراحة من أن يخفوا مخططاتهم وتوجهاتهم إذا كانت موجودة ضد السيد الكاظمي، قد يكونوا غير مقتنعين بأداء السيد الكاظمي الحكومي شأنهم شأن أغلب العراقيين -وأنا منهم- وهذا ما يتحدثون به علناً أمام السيد كاظمي نفسه وبالتالي فلا يحتاج الأمر إلى (متقوّل) البتة.
العلاقة بين الحشد الشعبي المقدس والسيد الكاظمي -كما أراها- أشد عوداً من أن يحرقها عود ثقاب السيد الأعرجي، هذا تسطيح فيه شيء من السذاجة لوصف طبيعة العلاقة بين الطرفين بغض النظر عن عن كون هذه العلاقة إيجابية أو سلبية أو متموجة بين هذا وذك.
شخصية السيد قاسم الأعرجي مفلترة ولا تستطيع الجنوح إلى ما هو أبعد من دائرة محددة القطر لا يستطيع تجاوزها مهما كانت طموحاته التي لا أُثبتها ولا أنفيها وبكل الأحوال فالسيد الأعرجي يدرك تماماً إن إثارة أي فتنة من أي نوع لن تكون سبيلاً لتحقيق أي طموح من طموحاته التي يزعمها السيد الحسني وكتبَ عنها سابقاً، والسيد الأعرجي وهو داخل الدائرة التي تحدثت أنا عنها ليس وسيلة مثالية للسعودية وأمريكا وكل المحور (الإسرائيلي) الصهيوني، ليتم إستغلاله في إشعال الأزمات وتفتيت الجسم الشيعي الذي يعلم السيد الحسني جيداً مَن هو الذي يمارس هذا الدور فعلاً وليس السيد قاسم الأعرجي لا إقرارا مني بنزاهة الأعرجي أو نفيها عنه ولكن لمعرفتي الشخصية بقدرات السيد الأعرجي ومحدداته التي لا يستطيع الخروج عنها بأي حال من الأحوال.
المهمة التي يتحدث عنها السيد سليم الحسني لم تُوكل إلى السيد الأعرجي إطلاقاً والحسني يعلم يقينا أنها مهمة مَن!
ولا أدري لماذا يحاول الحسني هذه المرة حرف الأنظار عن هوية الجهة التي أُوكلت لها المهمة؟
القضية فيها من الغرابة شيئاً وتجعلني أرسم بعض الإستفهامات عن دوافع السيد الحسني لكتابة هذا المقال "المضلل"، إذ لم يكن القائد مصلح هو كلمة السر في تفجير فتنة قائمة قبل هذا الإعتقال بمدة سبقت أحداث غزة بفترة ليست قصيرة..
كل ما يسرده السيد الحسني بعيد تماماً عن الحقيقة التي يعلمها هو قبل غيره، القضية أكبر من السيدين الكاظمي والأعرجي والجنرال ابو رغيف الذي لا يُجيد خبز الرغيف ويراد له أن يكون خبازاً في فرن يعمل بالقرب من مطبخ الحدث العراقي الذي لا يشكل فيه ابو رغيف أي ثقل يُذكر.
لستُ مع السيد سليم الحسني في هذا المقال الذي ابتعد كثيراً عن الحقيقة التي يعلمها السيد الحسني دامت توفيقاته ونعلمها جميعنا، وكنتُ أتمنى على السيد الحسني أن يسبر أغوار هذا الحدث الهام وخلفياته وتداعياته بطريقة أكثر دقة وحنكة من تلك التي ظهر بها من خلال كتابة هذا المقال الذي يجانب الصواب ويغطي على "الجاني" الحقيقي وهو ليس بعيداً عن الساحة الشيعية بالذات!
لستُ مع السيد سليم الحسني في كل هذا التضليل الذي أعتقده متعمداً لا دفاعاً عن السيد قاسم الأعرجي بقدر ما هو دفاع عن الحقيقة نفسها قبل كل شيء..
محبتي الكبيرة للسيد سليم الحسني وهي فرصة مناسبة لأُعرب له فيها عن تقديري له ولكتاباته التنويرية الرائعة التي تفصح في كثير من الأحيان عن هواجسنا التي قد نخشى البوح بها خوفاً من المقدس تارة ومن المسدس تارة أخرى
https://telegram.me/buratha