المقالات

الذكرى الخامسة لسقوط الطاغية

1250 17:42:00 2008-04-08

( بقلم : نعيم العكيلي )

تعددت صفحاةُ المأساةِ العراقيةِ في ظلِ النظامِ الدكتاتوري المقبور والتي تجرعَ العراقيونَ كأسَها المرةَ بصبرٍ وصمودٍ قلَّ نظيرُهُ . مراقبونَ اشاروا في استعراضهم لمآسي العراقيين في ظلِ نظامِ صدام الى تدميرِ علاقاتِ العراق بمحيطهِ العربي والدولي مما مهدَ لسلبِ استقلالهِ وسيادتهِ منذُ غزوهِ دولةَ الكويت 

 ومن يستعرض كوارث النظام الصدامي التي حلت بالعراق على مدى عقود من السنين العجاف تاخذه الحيرة في ايها اشد تدميرا للبلاد والعباد , فمن حروب على دول الجوار سبقتها ورافقتها وتلتها حروب على الشعب العراقي نفسه الى مؤمرات ودسائس ضد البلدان العربية من مصر الى سوريا الى الاردن الى السعودية , وكل هذا عرّض العلاقات العراقية العربية الى دمار يصعب تجاوزه في المستقبل المنظور , يرافق ذلك تدمير للعلاقات العراقية بالمحيط الدولي والدول الكبرى منذ مسرحية اعدام الصحفي البريطاني بازوفت بتهمة مصطنعة هي التجسس الى الانقضاض على معاهدة الصداقة العراقية السوفيتية بعد تحول ارتجالي الى توطيد العلاقات بالولايات المتحدة في ظل الحرب على ايران , الامر الذي جر العراق الى مستنقع المواجهة مع ايران ومن ثم المجتمع الدولي برمته انتهت بوضع العراق تحت البند السابع من ميثاق الامم المتحدة باعتبار نظامه يهدد السلم والامن الدوليين في اعقاب غزو الكويت عام 1990 , فسلبت سيادة العراق وانتهك استقلاله وفرضت عليه خطوط حظر الطيران في الشمال والجنوب وصارت الاجواء في تلك المناطق وقفا على طيران التحالف الدولي 

 لقد عاش العراق في ظل الطاغية صدام عزلة اقليمية ودولية خانقة جراء سياسته الطائشة تجاه دول الجوار والمجتمع الدولي والامم المتحدة رافقها حصار ارجع العراق الى عصر ماقبل الصناعة وهو الامر الذي حذر منه وزير الخارجية الامريكية انذاك جيمس بيكر في لقائه الشهير في جنيف بوزير خارجية صدام انذاك طارق عزيز قبل ان يشن التحالف الدولي عملياته الواسعة النطاق على القوات العراقية والبنية التحتية للبلاد لتحرير الكويت من الغزو الصدامي 

 واليوم عندما يستذكر العراقيون هذا الصفحة من صفحات المآسي الصدامية التي حلت بهم وببلدهم فانهم يكابرون بعز واصرار لايلين على طي ذلك الماضي الاسود ويتطلعون الى بناء عراق ديمقراطي اتحادي تحفظ في كرامة الانسان قبل كل شيء ويحترم فيه القانون بعيدا عن استئثار فئة او عشيرة او مكون بمقدرات البلاد ومصيرها 0يستقبل العراقيون اليوم ذكرى سقوط الطاغية في عامها الخامس وهم ينبذون بوعي واصرار كل المقولات السقيمة التي يطلع بها الاعلام المغرض المعادي للتهوين من منجزات العراق الجديد في الدستور الدائم والتعددية السياسية الواضحة والاعلام الحر دون رقابة , واعتماد صناديق الانتخابات طريقا وحيدا للحكم واعتماد الفيدرالية نظاما عاما اداريا للبلاد لكي تتفتح كل الطاقات المبدعة في المحافظات العراقية شمالا ووسطا وجنوبا فتشارك في القرار وتشارك في التنفيذ , فلاتعد قرية منسية وحدها تتحكم بمصير العراقيين لان واحدا ممن ينتسبون اليها صار حاكما على العراق في غفلة من الزمن وبدعم مشبوه من دوائر استعمارية معروفة في ظل الحرب البادرة 

 ومع اعتراف كل الدول العربية بان الطاغية دمر علاقات العراق بها لكنها لم تتخذ الخطوات الكافية لتصحيح مسار تلك العلاقات مندفعة بدوافع نحن العراقيين نعتبر رسوخ الديمقراطية في العراق وخلق نموذج حيوي في الحكم في المنطقة اهم الاسباب التي تدفع المنظومة العربية وجامعتها للمواقف السلبية من عهد مابعد صدام , وكان اخر علامات السلبية العربية قرارات قمة دمشق الاخيرة المتعلقة بالعراق ودعوة القذافي للتحقيق في شنق صدام وهو " الزعيم " الذي عوّد مستمعيه دوما على سماع هزلياته لتلطيف الاجواء ومنها هزلية دولة " اسراطين " 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
hameed ridha
2008-04-09
بسم الله الرحمن الرحيم اولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون انه طاعون اسود لكل عصرنا هدم البلاد وهدم الرشاد خلف ارذل خلق الله مساكين لم يجدوا سواه مرشدا هداهم الله تعالى لخيرهم شن الحروب لارضاء اسياده ولمرض قي نفسه فخلف الثكالى والمشوهين وقتل اكبر طاقات البلد المعطاء بدل نعمة الله كفرا واحل قومه دار البوار استورد السموم والات التعذيب والزناة وترك الاطفال يبحثون في المزابل عن لقم العيش بذخ الكوبونات لاراذل الخلق ليعبدوه انتهى بخزي الدنيا وعند الله حيف من ظلم وعذب وفجر وهجر ودمر
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك