إياد الإمارة ||
▪️"الحماس وقود التاريخ" هذا ما يُقال عن الحماس بصورة عامة من قبل المعنيين بهذا الشأن الهام جداً، لكن ذلك لا يعني إن الحماس شيء مذموم وغير مرغوب به..
بالعكس إذ قد يشكل الحماس ضرورة وحاجة بالغة الأهمية في بعض الأحيان شريطة أن يكون الحماس مقروناً:
-بالوعي.
-والتفكير العلمي.
بغيرهما يتحول الحماس إلى شغب غير محمود العواقب، كما شهدنا ذلك في العراق مؤخراً وفي عدد آخر من البلدان التي يتحمس شعبها بلا وعي وبلا تفكير علمي، إذ يتحول الحماس حينها إلى شغب، والشغب لا يصنع التغيير ولا يحقق الإصلاح..
الحماس والإندفاع بوعي وموضوعية إستناداً على تفكير علمي يحقق التغيير الذي تسعى له الشعوب والجماعات البشرية.
إن أشد خطر يواجهه الحماس غير الواعي الذي لا يستند على التفكير العلمي هو السقوط في حبائل ومكائد أرباب «تسويق الوهم» الذين يبعدون الناس عن الحقيقة ويضعونهم وسط قوالب يصنعونها هم بأنفسم لتضلل الناس وتحرفهم عن مسارهم الصحيح من خلال زرع الأوهام التي هي أشبه ما تكون بمادة مخدرة تعطل فكر الإنسان وتشل حركته ولا يستفيق من غفتله إلا وقد أصبح مدمناً يحتاج إلى مصحات متخصصة لعلاجه.
وأود الإشارة هنا إلى أخطر وسيلة استغلها مسوقوا الوهم في إيقاد حماس غير واعي "حماس الشغب" أدى لحدوث تراجع عراقي كبير، إن هذه الوسيلة هي: «توحش الإعلام» إذ توحشت بعض وسائل الإعلام في داخل العراق وخارجه لتدفع بالعراقيين لإرتكاب أخطاء جسيمة أضرت بهم ضرراً بالغاً، بحتاج إلى الكثير من الجهود والإمكانات لمعالجته.
علينا أن نعمل بجد و مثابرة وإخلاص على ترويض هذا الإعلام «المتوحش» وتدجينه ليحقق مصلحة عراقية حقيقية بعيدة عن كل هذا الزيف الإعلامي الذي نعيشه الآن.
الفساد في العراق والتراجع المفجع الذي نشهده ليس عشوائياً إطلاقاً، هو عمل منظم بدقة عالية..
ولا يمكن مكافحته بطريقة حماسية غير واعية لا تستند على تفكير علمي دقيق، لأن هذا الحماس سيتحول إلى شغب لا يبقي ولا يذر، يفاقم مشاكلنا ويعزز من سلطة الفاسدين فاسحاً المجال لهم أكثر ليعيثوا في العراق الفساد والخراب..
ما هي نتيجة الشغب الذي حدث في العراق؟
وهو شغب أغلبه كان ولا يزال منظماً لتعطيل مصالح الناس .. ليُضلهم ويحرفهم عن أهدافهم السامية!
فلا ينبغي أن يكون إصلاحنا بهذه الطرق الحماسية غير الواعية "شغب" لأن ذلك لن يحقق شيئاً لنا وسيفاقم علينا مشاكلنا.
المشكلة الأخرى في العراق إننا أصبحنا نقرأ قليلاً وقليلاً جداً لكننا نجادل كثيراً، تشغلنا "وحشية الإعلام" وخصوصاً إعلام وسائل التواصل الإجتماعي طوال الوقت عن قضايانا الأساسية..
إن عدم القراءة سوف تصنع بيننا وبين الوعي حاجزاً ليس من السهل تجاوزه، وسوف تمنعنا من التفكير العلمي، وفي نفس الوقت فإنها ستدخلنا -كما هو واقع اليوم- في أتون الجدل والمراء الذي لن يفضي إلى نتيجة إيجابية..
نحن الآن نعيش عصر الجدل الخشن الذي يذكي في نفوسنا حماساً غير موضوعي يؤدي إلى وقوع الشغب من حين إلى آخر، ولا نزال ندور في دوامة مشاكلنا العالقة:
نقص الخدمات
البطالة
فقدان الأمن
الفساد من كل نوع.
إذاً علينا أن نقرأ لنعي ما حولنا ونفكر بطريقة علمية ونسعى بحماس لتحقيق التغيير المرجو بعيداً عن الجدل العقيم.
https://telegram.me/buratha