المقالات

وثائقيات البداوة الجديدة..

1154 2021-06-02

 

إياد الإمارة ||

 

▪️ بعض المقاطع التي تصور لنا مختلف النشاطات الإجتماعية، والثقافية، والسياسية، والدينية "في بعض الأحيان"  "مفجعة" للغاية وهي وثائقيات تبين لنا بما لا يقبل الشك مستوى البدائية التي عادت لتستشري من جديد في هذه المفاصل المهمة  بعد أن إعتقدنا بأننا قد تعافينا منها نسبياً وقد اختلط ماء وادي أرض "السواد" بشيء من المدنية القادمة من خلف أسوار مدن الحضارات السابقة!

لا أقول إننا استطعنا أن نتربع على مقعد مناسب من مقاعد المدنية من حولنا وذلك لأسباب مختلفة منها:

١. حجم البداوة الكبير جداً..

٢. لم نستطع أن نكون مجتمعاً متماسكاً وبقينا جماعات مختلفة..

٣. ثقافة "سرط" المصطلحات الوافدة من أقصى اليمين وأقصى اليسار..

وأهم هذه الأسباب هو: تسلط حكومة الغجر البدائية القادمة من قرى "عوجة" التي لم تستطع أن تتمدن بكل ما أُتيحت لها من إمكانات هائلة!

لكنا بكل الأحوال لم نكن بهذا الحجم من البداوة القاحلة التي توثقها لنا صور التواصل الإجتماعي في بلد التقاطعات الحادة، ولا يتحجج البعض بأن هذه البدائية كانت موجودة سابقاً إلا انها لم تحظ بالتوثيق لغياب وسائل التوثيق الحديثة، إطلاقاً، النتاجات تقول غير ذلك بعيداً عن التفاصيل والشواهد الكثيرة.

بدأنا بالعودة السريعة إلى البداوة من جديد مع قدوم:

١. الأطباق اللاقطة..

٢. الهاتف النقال..

٣. وسائل التواصل الإجتماعي..

والحديث عن هؤلاء الزوار الجدد يذكرني بحديث مشابه لعالم الإجتماع العراقي الكبير الأُستاذ الدكتور علي الوردي في كتابه القيم "لمحات إجتماعية من تاريخ العراق الحديث"، الحديث الذي أسميه بحوار "المقروب" وكيف كان إستقبال بعض وسائل المدنية الحديثة في العراق نهايات القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين..

المقارنة مهمة بين هذين العهدين، لا سيما والبداوة هي نفسها في العهد الذي تحدث عنه الوردي وهذا العهد الوثائقي الممجوج.

الحديث بصراحة عن البداوة الجديدة -وإن كان ضرورياً جداً- محاط بكثير من المحاذير في بداوة تتسلح بآخر ما توصل اليه العلم من إبتكارات في صناعة أدوات العنف، لذا فأنا أُحجم عن الدخول في تفاصيل هذه البداوة وتقديم الشواهد عليها..

لكني أحيل القارئ الموضوعي لأن يتفحص صفحات مواقع التواصل الإجتماعي بروية ويقف عند بعض الوثائقيات التي تدون نشاطات إجتماعية وثقافية وسياسية ودينية عراقية جديدة ويقارنها بمثيلاتها لدى دول المدنية والحضارة ليكتشف حجم البداوة الضارية في العراق هذه الأيام.

قلبوا صفحات موقع الفيس بوك، اليوتيوب، وبقية صفحات مواقع التواصل الإجتماعي الأخرى، ماذا تنقل لنا هذه المواقع؟

-الجنائزية القميئة.

-الحماسة والفخر المبتذل.

-الأساليب  البوهيمية للعرض "وكأن القوم جايين من بوهيما".

وبعد فإن مستوى إنتشار كل ذلك يؤشر لحجم الخطر الكامن في هذه البداوة الجديدة.

ــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك