إياد الإمارة ||
علق الكاتب العراقي الكبير حافظ آل بشارة قائلاً:"هناك تقسيما للاحزاب اكثر تطابقا مع الواقع، نقسمهم كما قسمتهم أمريكا نفسها، أحزاب أصبحت ادوات بيد امريكا، تؤمر فتطيع ولا تعصي، واحزاب شريكة لامريكا تعطي بثمن ولا تطيع الا بثمن، واحزاب رافضة لامريكا وتعدها إحتلالا وتريد اخراج قواتها من البلد".
ويتابع آل بشارة بشارته قائلاً:"ما يجري لا علاقة له بالمذاهب والقوميات بل له علاقة بمعايير اخرى مختلفة".
ثم يوجه آل بشارة إلى النظر من هذه الزاوية لكي تصبح قراءة المشهد العراقي "أكثر سهولة".
إنصافاً هذه رؤية نطاسي حاذق ومتتبع لبيب منصف يقرأ الواقع العراقي وتداعياته كما ينبغي في هذا الظرف الحساس بالذات.
حافظ آل بشارة يصنف القوى السياسية إلى ثلاثة أصناف:
الأول: هم أحرار هذا البلد وخيار قومه من المقاومين الحشديين الأبرار الذين يؤمنون بالحرية والإنعتاق والكرامة والرفعة والعزة والسيادة.
الثاني: هم التجار "المرتزقة" الذين يعملون ويكتبون ويثيرون الشغب بالأجرة "مقابل ثمن" لا تحكمهم المبادئ ولا تحددهم القيم، وكل ما يهمهم هو الإعتلاف على مذودٍ (ما) غير مكترثين لهذا المذود وهو منغمس بالذل والعبودية والصغارة.
الثالث: وهو الرديء جداً الذي يُؤمرُ فيطيع بلا مقابل، فقد وُجد ذليلاً صاغراً لا يعرف معنى الحرية ولا يتنسم عبيرها الفواح.
وهذه التقسيمة السياسية العراقية كما يقول آل بشارة -وهو الواقع- لا تقتصر على توجه سياسي ديني أو مذهبي أو عرقي قومي أو جغرافي مناطقي بل تشمل جميع العراقيين الذين يعيشون داخل هذا الوطن بغض النظر عن اي إثنية ينتمون لها.
علينا "عراقيون" أن نتبع هذا النمط من التقسيم، تقسيم "البشارة" ونحن نحدد إتجاه بوصلتنا لكي نتجه إلى جهة الوطن الصحيحة، علينا أن نكون إلى جانب الأحرار الأبرار الذين يسعون إلى الحرية ويقاومون من أجلها ببسالة إستثنائية، وعلينا أن نتجنب التجار أصحاب المصالح والعبيد الأرقاء لأن هؤلاء أبعد ما يكون عن الوطن "العراق".
علينا أن نكون مع حشدنا الشعبي المقدس ومقاومتنا الوطنية الباسلة التي تقاوم الإحتلال وترفض وجوده، وأن نكون بالضد من كل المساومين أصحاب المصالح الضيقة، أن نكون بالضد من الأذلاء الخانعين الذين يقبلون بالذُل والمهانة
https://telegram.me/buratha