إياد الإمارة ||
▪️ الراحل احمد راضي لاعب كرة قدم عراقي كبير له العديد من الإنجازات الكروية الرائعة، أصبح بعد ذلك نائباً في البرلمان العراقي وتوفاه الله تبارك وتعالى قبل مدة جراء إصابته بوباء كورونا وقد علمنا مؤخراً إن بذمة الرجل ديون لم تستطع أسرته سدادها مما دفعها للإعلان عن بيع الدار التي تسكنها في الأُردن..
"الله يساعد العراقيين"
السيد رئيس مجلس الوزراء مصطفى الكاظمي الموقر وبإلتفاتة إنسانية يُشكر عليها قرر إطفاء ديون الكابتن راضي وإنهاء أوجاع أسرته التي ثُكلت به وبقيت حائرة بمبلغ الدين الكبير الذي ورثته منه وهو متعلق كما نُقل عبر بعض المواقع الإلكترونية بمشروع استثماري رياضي لم يُنجز أو أنه قد خسر وبالتالي فقد أصبح ديناً مستحق السداد، والحكومة مشكورة لم تُقصر في ذلك وأدت ما عليها لمواطن عراقي كان لاعباً متميزاً سابقاً وأصبح برلمانياً وبالتالي فهو عراقي والعراق بلد غني وأسعار النفط ترتفع إلى ما يقارب ضعف سعر برميل النفط الذي أُحتسب في موازنة العام (٢٠٢١).
أعتقد أننا جميعاً شكرنا حكومتنا على ما قامت به وهذا أمر طبيعي وإنساني..
لم يعترض معترض من سياسي أو ديني أو "ناشط" أو مدون على إجراء الحكومة، الكل يبارك هذه الخطوة التي أراها طبيعية جداً.
لكني أسجل للقارئ الكريم هذه الكلمات التي أفتتحها بسؤال:
ماذا لو كانت أُسرة لاعب آخر، أو نائب برلماني آخر تعرضت لما تعرضت له أسرة الكابتن راضي ووقفت الحكومة تفس الموقف معها؟
هل سيبارك الجميع خطوتها؟
هل سيسكت أعمدة الفتنة خصوصا الأُجرية منهم "المرتزقة على مذاود الذل" عن كتابة أعمدتهم المسمومة على صفحات مواقع التواصل الإجتماعي؟
هذا ما لا اعتقده البتة!
سيقفز الوطن سريعاً على ألسنتهم مطالبين بتحقيق العدالة ومذكرين بمستشفى الأطفال المخصص للأمراض السرطانية في البصرة وشحة الدواء فيه، ومذكرين بآلاف الضحايا الذين قتلهم العوز لمبالغ متواضعة جداً لم توفرها الحكومة لهم وهي التي أصبحت في بحبوحة من العيش وأمان من الطعن من أي طرف من الأطراف، لا واحد ينعثل براسها ولا واحد يخطب عليها يطالبها بغير وجه حق بالإستقالة!
گولوا: لا..
انا أُطالب حكومتنا الموقرة بأن تمتد إنسانيتها الرائعة هذه وتتراجع عن قرارها المتعلق بخفض رواتب الموظفين من خلال رفع سعر صرف الدولار..
الموظف العراقي لا يستحق من حكومته هذه العقوبة الجائرة، وراتبه لا يعنيه فقط بل يعني شرائح كثيرة تعيش على هذا الراتب بطريقة غير مباشرة، النفط ارتفعت اسعاره، ولم تتمكنوا -لنقولها بكل صراحة- من إيقاف بيع وتهريب العملة الصعبة خارج العراق، فما هي مبررات رفع سعر صرف الدولار أمام الدينار العراقي؟
وقد شهدتم وشهدنا كيف أثر هذا الإرتفاع الجائر على معيشة المواطنين.
إذا عدتم عن قراركم برفع سعر صرف الدولار سنثق بإنسانيتكم ونؤكد إن إطفاء ديون الكابتن راضي ليست دعاية حكومية، وليست مبادرة قسرية اضطرت لها الحكومة تحت ضغط ما، ولا يوجد أي قصد آخر للحكومة من هذه المبادرة الإنسانية غير الإنسانية نفسها.
َوبعدم ذلك فإننا سنشكك بالنوايا ونقول إن حكومتنا الموقرة غير عادلة -والعياذ بالله- تحرم شريحة عراقية واسعة من حقوقها الطبيعية وتقدم مبادرات إنسانية كبيرة جدا بمليارات الدنانير لعائلة تسكن الأردن، وسنعود لتقييم قرارات حكومية أخرى نرى انها ليست منصفة وغير عادلة وبالتالي فإن حكومتنا تكيل بمكيالين ولا تنصف العراقيين عامة وستدور الدوائر عليها والله تبارك وتعالى بالمرصاد.
ــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha