مازن البعيجي ||
لعلّ في ما تبيحهُ السياسة وفنّ ممكنها ما لا يبيحُه غيرها من شؤون الحياة . فالسياسة كما عُرِفت بتقلّبها بحسب مصالحٍ متغيرة لابحسب مبادئ ثابتة!
وفي هذا المقال، محاولة لاستظهار هاجس نبض بعض الشباب العقدي الغيور الذي قرأ وأدرك أن عليًّا "عليه السلام " كان بإمكانه مهادنة معاوية والصبر عليه واستدراجه بلين وهدوء ثم القضاء عليه بمنطق آية السياسة ، محكمة التنزيل ، هو نفسه(فن الممكن) !ونكون بذلك قد ربحنا حكومة لعليّ "عليه السلام" أطول عمرا بدل استفزاز معاوية! هنا سيقال إنه بدعوى تطبيق الحق الذي كان سيأخذ بطريقه عليّ ومشروعه إلى أخلاقيات ومبادئ سهلة التقلب بين التفسيرات بحسب الأهواء والمصالح المحكومة بالظرف والزمن!!
وحينئذٍ سيكون المبرر من عدم رفع صورة لمثل سليماني أمرًا بديهي وهو ذلك القائد الذي قامت به أسطورة الغلبة عبر مشورته وإخلاصه وتفانيه، وما هذا الاستعراض وكل ما دار في فلك العسكرة قبلها وبعدها، وأثناء المعركة وظروفها، فضلا عن تداخلات وتفاصيل دقيقة كان لسليماني فيها الفضل الكبير والطول العظيم ، فهل سيكون مسوغًا مقنعًا للمعترضون على رفع صورته وأن يكون المكسب هو رفع صورة الكاظمي الذي سيمنح حضوره وصورته المرتفعة اليوم في سماء الاستعراض زخما للحشد الشعبي ولكثير من المتطفلين على عالم السياسة!!
بهذا المبدأ الميكافيلي يريدون تغيير رسائل الاستعراض بتغييبهم لصورة عرّاب هذه الثلة المباركة من مقاتلي الوطن والعقيدة والأمة . وهو ما ينقض اعتراضنا - بحسب دعواهم - على من يمسح على ظهر الحلبوسي والبرزاني وظافر العاني .
وقد غفلوا أن هذا المبدأ نفسه سيعطي شرعية لمن أحرقوا السفارة وردّدوا إيران برا برا!! وهو مبدأ المتقلبين الذين يرون أن باءَهم تجر وباؤنا لا تجر! والتساؤل التلقائي يتردد في النفوس المخلصة الطيبة الوفية على مرارته ( لماذا ؟) هذه النفوس التي باتت لا تعرف - بسبب انخراط من كان موثوقا عندها في لعبة السياسة القذرة - من هو علي ومن معاوية ومن هو سليماني أو حاتم سليمان!؟
البصيرة ان لا تصبح سهماً بيد قاتل الحسين ومنه يسدده على دولة الفقيه ..مقال قادم نلتقي..دمتم)..
https://telegram.me/buratha