د.علي الطويل ||
قد يسأل سائل لماذا تعادي أمريكا الحشد الشعبي ؟ولماذا تخشاه دون باقي القوات الأمنية العراقية؟
فالمعروف عن الحشد الشعبي هو قوة قليلة العدد والعدة مقارنة بباقي صنوف القوات الأمنية العراقية ، فالجيش العراقي يزيد اضعاف مضاعفة في عدده عن الحشد الشعبي ، وقوات مكافحة الإرهاب تعد الاقوى تسليحا وإمكانياتا مقارنة بالحشد الشعبي ،اما باقي الصنوف كالشرطة الاتحادية فتمتلك مايفوق إمكانيات الحشد الشعبي بكثير من التفاصيل ، ومع كل ذلك نجد أمريكا قد وضعت الحشد نصب عينيها ووضعته كأحد الأهداف الأساسية التي تعمل لازالتها فلماذا؟
الجواب على هكذا أسئلة يكون بعدة نقاط .
*إن أمريكا تنظر إلى الحشدالشعبي بأنه ليس قوة عسكرية تمتلك العدة والعدد والتقنيات العسكرية فهذه نسبية لدى الحشد الشعبي ،بل تنظر اليه انه قوة عقائدية تستطيع أن تحول الأسباب البسيطة إلى منجزات عظيمة عبر الثبات والصبر والمقاومة واستلهام القيم والمبادئ الدينية والشرعية في الجهاد والمقاومة .
*إن هذه القوة العقائدية التي تأسست بفتوى دينية ،وتستمد عزيماتها من إرث تاريخي مرتبط بالسماء ، لن تركن إلى المغريات المادية وتلهو بالمناصب وأمور الترف ،بل لاتضع أمام عينها اهدافا وطموحاتا دنيوية زائفة وزائلة ،وهدفها و همها الأساسي هو الدفاع عن الحق وسبيلها الجهاد الشهادة .
* إن هذه القوة العسكرية ذات اللون الديني العقائدي أصبحت أملا وملاذا للعراقيين جميعا بعد تحقيقها الانتصارات الكبرى على المشروع الأمريكي الكبير والمتمثل بداعش الإرهابي ، وانها أصبحت القوة الأولى المرغوبة في حماية كل منطقة تعاني من التحركات الإرهابية وشرورها.
*شعور أمريكا بأن هذه القوة العقائدية محمية بموقف مرجعي قوي يقف حائلا دون تفكيكه او حله او النيل منه ، ولم تنفع كل أدوات أمريكا الناعمة وخبائثها في دق اسفين في العلاقة بين الحشد الشعبي ومؤسسته الراعية والحامية له إلا وهي المرجعية الدينية لذلك تلجأ إلى استهدافه ماسنحت الفرصة لذلك.
*التنوع الديني والمذهبي والقومي المنسجم بأعلى درجات الانسجام ،احد عوامل القوة التي تميز بها الحشد الشعبي وجعل منه نموذجا يحتذى به في بناء القوات العسكرية ، وبما ان هدف أمريكا هو تمزيق وحدة العراق فهذه الصورة التي عليها الحشد تعارض الأهداف الأمريكية وتجعلها تتوجس خوفا من نموها ومستقبلها في العراق.
*العمق الجماهيري للحشد الشعبي ،فجمهور الحشد الشعبي يمتد من أقصى الجنوب إلى أقصى الشمال ،والحشد الشعبي يمتلك ظهيرا جماهيريا تفتقد اليه كل الكتل السياسية والفعاليات الاجتماعية اوالمؤسسات في الدولة العراقية، وهذا الجمهور يقف سندا وحاميا للحشد الشعبي في كل المواقف وبذلك يكون الحشد الشعبي مصدر إزعاج وخطر دائم في وجه المخططات الأمريكية.
*الصورة الحسنة ،والانطباع الرائع الذي زرعه الحشد عبر سلوك قادته و تشكيلاته وافرادة في المناطق التي حررها والتي ينتشر فيها ، والتي اتسمت بالأخلاق الرفيعة والايثار وتقديم مصالح الناس وخدمتهم وقد تم تسجيل الالاف من مواقف العظيمة في هذا المجال ، كل ذلك جعله قدوة حسنة جاذبه لعواطف ومحبة الشعب بكافة اطيافه وتنوعاته.
29/6/2021