مازن البعيجي ||
مَن يثق ويعتقد بالله"سبحانه وتعالى"الخالق العظيم وبحكمة خَلْق الكون الذي رتَّبهُ الله "جل جلاله"، ولعل من يعرف أن جيش الأنبياء والمرسلين والمعصومين"عليهم السلام" الذين تشرفت بوجودهم الارض لغاية عظيمة وكبيرة، فسوف يُدرك أن القافلة التي تحمل بذرة المجتمع المهدويّ "والحضارة الإسلامية" سوف تصل بأمان ودون تأخير في موعد حدًّده مالك الكون وخالقه وعند مرفأ ميقات معيّن . ومنذ ذلك الوقت قد شرع مسرح الإختبار منافذه أمام البشرية بكل صنوف الإختبار وعلى جميع الصعد الفردية منها والاجتماعية.
(لِيَقْضِيَ اللَّهُ أَمْرًا كَانَ مَفْعُولًا لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ وَيَحْيَا مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ وَإِنَّ اللَّهَ لَسَمِيعٌ عَلِيمٌ ) الأنفال ٤٢ .
أجل! إنه مسرحٌ يتصدر آفاقَهُ غربال الحكمة الإلهية المُعدُّ لتنقية صنوف البشر ليسقط منه من لا يعرف فلسفة الخلق وغاية هذا الوجود المبهر والعظيم حتى في تجاذباته والصراعات، لأنها بالتالي اي -الصراعات- هي من تُميّز المؤمن من الكافر، والتقيّ من الوضيع، والعالِم من الجاهل، وكذلك من يؤمن بالله ظاهرا عمن يؤمن بعمق الإيمان الذي يجعله خادمًا لمسيرة تلك القافلة التي تضاهي في سيرها قافلة الحسين "عليه السلام" التي توجهت الى كربلاء لتنتظرها معركة خاضت بها الأرواح شوطًا من العرفان والعشق الإلهي لمن وقف على نمير شطآنه، وارتوى من معين معرفته ، لترى هناك زهير التاجر وصاحب الثروة والعقارات والإبل والنياق كيف استعَدَّ لطلاق الدنيا ومافيها بل طلّق أعز ما يملك زوجته قربانًا للحسين وقد يمَّمَ وجههُ نحو النّحر بين يدي الحسين "عليه السلام" وهو يتوسل أن يُكرِمه ليكون أولُ ذبيحٍ للعشق والقناعة بحُكمِ الله "جل جلاله".
وذلك العبد جون التركيّ الأسود الذي أشرقت روحه بين يدي الحسين ضياءا معطّرا سجد ليقطرَ بدل الدماء مسك أذفرْ فاح شذاه في معكسر الحق، ومنهم وهبُ النصرانيّ والحر الرياحيّ وغيرهم، إنها لوحة طيف من نورٍ تمثّلت لنا نحن السائرون على نهج العترة المطهرة "عليهم السلام" والمنحصر تمثيلها "بدولة الفقيه" التي أشارت لها أنامل المعصومين في كثير من الروايات، ومن هنا كُتِب لتلك "القافلة" أن تصلَ رغم عواء الذئاب ونباح الكلاب ممن فضّلوا السفارة على ابن بنت رسول الله "صلى الله عليه وآله وسلم" ويقيننا أنها ستصل وتنتعش الأرض وتزدهر بأخلاص الذين عاهدوا الله "عزوجل" ولسان حالهم يقول:
(رَبِّ بِمَا أَنْعَمْتَ عَلَيَّ فَلَنْ أَكُونَ ظَهِيرًا لِلْمُجْرِمِينَ ) القصص ١٧ .
البصيرة ان لا تصبح سهماً بيد قاتل الحسين ومنه يسدده على دولة الفقيه ..مقال قادم نلتقي..دمتم)..
https://telegram.me/buratha