مازن البعيجي ||
لا أعرف كيف لها التسرب الى جوانحي - تلك الفوضى - لتغمرني بقوانينها وتشحن غيومها بما تستل القطر من آماقيِّ التي تصورتها صلبة ولا شيء يهزها! وخِلتها قد فهمت درس التوكّل ولم تَعُد تبالي بما يغدر بها. لست خائفا ولا مربَكًا، ولا يائسًا، لكني كما إبراهيم متوسلًا يوم حادثة الطير.
(وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قَالَ بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلَى كُلِّ جَبَلٍ مِنْهُنَّ جُزْءًا ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْيًا وَاعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ) البقرة ٢٦٠ .
من هنا كان غزوها يُجهدُ جوانحي ويؤرّق ليلي، ليليَ الذي كنت أناجي أنا والصفاء قمري المطوَّق بهالة كلما رأيتها على جيدهِ تفرحني! وتأخذني الى عوالمَ أرى فيها نفسي عزيزة تعشق السجدة بتذلل وحنوّ عينٍ تذكرني "سليماني" آه !! يوم نظرتُ عيناهُ وهي ترمقني، ويدهُ المقطوعة تصافحني، مصافحة وداعٍ لم أعلم به إلا بعد واحد وثلاثون يومًا لتصفعني حسرة الفراق! لِمَ لَمْ تقبّلْ يَداه؟ لِمَ لَمْ تشُمّ نحرَه؟ لمَ لمْ تطلب منه الشفاعة بقطعِ وعْد؟!
آه أيتها الفوضى، كلّ ضجيجكِ والحرائق وطوفان الحزن والخذلان والخوف من سهام عارفة تترصدني، وأهش بها بقلمي، ومن مداده أصنعُ تعويذة لبصيرتي التي تحرسني فلا سفارة شايعتُ ، ولا قطر عربي له انتمي، بل لمحورٍ يقوده نائب المعصوم ليصبح كلّ كياني-خامنائي- هويتي ..
البصيرة ان لا تصبح سهماً بيد قاتل الحسين ومنه يسدده على دولة الفقيه ..مقال قادم نلتقي..دمتم)..
https://telegram.me/buratha