المقالات

الحل في حل المليشيات أم في إنصاف الجيش المنحل؟

1716 16:26:00 2008-04-13

( بقلم : بشرى الخزرجي )

لم يزل هناك من يتغنى بأمجاد طاغوت العراق السابق السيئ الصيت صدام وبسيرته القمعية الاستبدادية التي يرونها و بعين الحقد والعناد سيرة مجد وانتصارات!، فمن تلك المقاييس وغيرها تجدهم يحولون الباطل حقاً مشروعاً وعزاً مرفوعاً، مدافعين بذلك عن حقبة زمنية مظلمة سوداء في تاريخ الأمة العراقية وبطريقة تبعث على القرف وتكشف عن سخف أفكار أصحابها دعاة العودة إلى زمن الحزب الواحد والزعيم القائد المفدى الأوحد الذي حكم العراق بسياسة الحديد والنار مستهترا بجميع القيم الإنسانية، حتى بلغت جرائمه وممارساته التعسفية بحق الشعب العراقي ما يعجز التاريخ بكل ما يحمل من صفحات قاتمة من تاريخ الشعوب المضطهدة على حملها وتسطيرها، فهل فشل هؤلاء المدافعون عن فترة حكم صدام حقا في اكتشاف جرائم قائدهم المقبور القمعية للحد الذي يجعلهم يبررون عمليات إبادة الشعب العراقي الوحشية من مقابر جماعية شاهدة وحية، إلى تحويل مدن وقرى آمنه آهلة بالسكان إلى ركام وجثث متناثرة كما جرى في مجزرة مدينة حلبجة الشهيدة التي ضربت ظلماً بالأسلحة الكيماوية في 16 آذار_مارس سنة 1988 وضمن عمليات الأنفال الواسعة التي كانت تهدف إلى القضاء على الشعب الكردي (الجينو سايد) وبأمر (القائد الضرورة) صدام وابن عمه علي المجيد الملقب بـ "علي الكيماوي"...والكثير من عمليات الإبادة التي طالت المناطق الجنوبية في العراق!

يدافع هؤلاء عن النظام الساقط و جيشه المنحل السابق بعقلية البعث النافق المنافق، لا بدافع الضمير والواقع، فهم يرون أن ما قام به الجيش السابق من (بطولات) في حرب إيران والكويت والأهوار وكردستان وسحق الانتفاضة الشعبانية إنما هو شرفاً ووسام "نوط شجاعة" على جيد الأمة العراقية والعربية!.

لا أحد ينكر حق الجيش العراقي فالشعوب تفخر بجيوشها إن كانت تستحق هذا الفخر! ولا نريد في الوقت ذاته أن نطمس حقائق ومظلومية شريحة واسعة من جنود وضباط هذا الجيش المغلوب على أمره، وقد أثبتت لنا الوقائع والشواهد أن نظام صدام الساقط وقياداته البعثيه تعمدوا المسح بكرامة الجندي العراقي الأرض حتى وصلت الحالة وفي فترة التسعينات تحديدا، أن وضع هذا العسكري الفقير والمحطم المعنويات (طاسة) متسولا على قارعة الطريق وبزيه الخاكي الرث طلبا لبعض النقود التي تعينه على مصاعب الحياة، وما نذكره هنا هو صورة وخبر كنت قد قرأته في حينها نشر في أحدى الصحف البريطانية يبين الحالة المؤلمة التي وصل إليها جيشنا (الباسل) المغوار!

وبعد أن حل هذا الجيش وبطريقة غير مدروسة طبعا! تحول شطر منه إلى مجاميع مسلحة ومليشيات تنهش بجسد المجتمع العراقي تحت مسميات وأهداف مختلفة، فأي صفحة بيضاء تركها هذا الجيش كي نتغنى بها يا ترى؟لقد حول نظام صدام الجيش السابق إلى فدائيين يدافعون عنه وعن بقاء حكمه القمعي الفاشي، ومن يشذ عن هذه القاعدة كان معروف المصير فإما القتل أو التعذيب وبتر الأعضاء! فكم من جندي وضابط آنذاك تم قطع أذنه ولسانه أو بترت أحد أعضاء جسده من يد أو رجل؟!

كل هذا وغيرها من الحقائق المؤسفة التي مرت على العراق تدعونا وبإلحاح إلى أن نعيد قراءة الواقع قراءة صحيحة بعيدة عن روح التعصب والانفعال، وأن يحاول كل من هو داخل العملية السياسية ومن خارجها إلى مراجعة الكثير من المواقف والسياسات التي لم تخدم الفرد العراقي بأي حال من الأحوال إن كان جندياً سابقاً أو عسكرياً لاحقاً أو أي شريحة من شرائح المجتمع الأخرى، الذين ينتظرون نتائج سقوط الدكتاتورية من خلال لملمة الجراح والبدء بمشاريع البناء والخدمات وتوفير فرص العمل التي تضمن الحياة الحرة الكريمة.

فما يلاحظ في الآونة الأخيرة من تقدم في العملية السياسية قد يترك لنا شيئا من هذا الأمل نستطيع من خلاله أن نتلمس ما نتج عن العمليات المستمرة ضد الخارجين عن القانون والمجموعات المسلحة في البصرة والعاصمة بغداد وبعض المدن الأخرى التي ينشط فيها العنف والقتال،مع تمنياتنا أن تكون القوات العراقية بحجم المسؤولية وتقدم ولاءها للوطن ليس للأحزاب والتيارات، وقادرة فعلا على بسط الأمن في مدن العراق كافة.

أما عن التقارب الأخير في وجهات النظر بين الكتل النيابية التي توصلت إلى قناعة وحقيقة أن السلاح يجب أن يكون بيد الدولة حصراً، فأنه يقدم فرصة وأجواءً مناسبة أمام انتخابات حرة ونزيهة قادمة لا تسمح بمشاركة ميليشيات متعددة الانتماءات فيها، ويعد أيضا الخطوة الصحيحة أمام تثبيت دعائم الأمن و الاستقرار في عموم العراق والعاصمة بغداد دار السلام.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
ميثم
2008-04-14
شكبصتونه بالجيش السابق ..ناس كانوا فقره ومأذبهم صدام ابو ذان ..وبالبصرة عدنه كانوا هواي مجاهدين في الجيش وعدم صدام منهم هواي ..حلوا جيش المهدي احسن .
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك