مازن البعيجي ||
لابد للنفس من استراحة، خاصة اذا كانت من ذوات العمل - النفس - والكد والجهد والتعب، فحتى الشريعة كانت حنونه على الإنسان واسقطعت عنه النوافل في بعض الأمور (اذا اضرّت النوافل بالواجبات فاتركوها، واستعينوا بساعة ....
وبعد جدّ وجهد وتردي في صحتي سرّبتُ لنفسي خبرا لم أعلنه، وبقي بيني وبينها، يا نفس أفكر أن اريحك برهة وسوف اقدم لك عرضا وعليك أن تختاري، ولا تخبري به عقلي فقد يبدي مشورة وفنّ إقناعٍ لسنا بقادرين على ردّه!
شعرت أنها رضيت وفورا لها الاوتار قد عزفت وصفقت، وقالت هات العرض وسوف يكون الغرض!
فقلت بطبع النفس تبحث عن الجمال، أينما كان الجمال ماديا أو معنويا ولكن ليس الكل يجمع هذين الوصفين! وليس كل البلدان تمنح إرواءًا ذي البعدين! رأيتها انكمشت وملامح وجهها تغيرت! فقلت ما بك اين تلك الحمرة الوردية في خدودك؟!
قالت؛ هات ما عندك!
قلت؛ تركيا فلم تتفاعل وكأنها وجلت وترددت! وبصعوبة ردت، ما بها قالت؛ بلد لا يأمن الناظر في مرافقها والحدائق من نظرة حرام. قد تثيره وتغطي نفسه من رين ما لأجله بذل المال والترحال!
تعجبتُ من ذي الحذر وهي النفس ولم تخبر عقلها!
فقلت؛ جورجيا بلد جمال البشرة ومن تحج إليها قوافل مترفة، والشّعر بجمال نسائها تصدح به حناجر توهمت بالجمال والجمال الحقيقي لا تعرفه!
فكشرت عن عبوسة وكلامي المنمَّق لم يعجبها، وقالت؛ يا صاحبي وهل نحن بحاجة لذنب ندفع كل ذا الجهد من أجله؟! فهل يعقل نحن منذ أيام نقف على باب السفارة وندفع الرشى من أجل زائل لا يستقر لنظفر به!؟
أعجبني منطقها وما تفوّهت به ولله من منطق ما اجمله!
صمتُّ برهة! وتخيلت لو عدّدت لها كل بلدان العالم التي تشبه ماأوردته لن تقنع!!!
فقلت إيران؛ قالت اقسم لو لم تأتي به من ضمن الخيارات ما وافقت على سفر أو وطأت قدماي موطنه!
فقلتُ عجبًا ولماذا؟!
قالت؛ فيها اكثر من طبيب للروح نطاسي وكل من زار تكلم عن طبّه، وللعيون جمالا بعفة الناظر يأمن لو أبصره، ولا اتكلم عن مشهد الرضا فيستحق الف جلوس على باب السفارة تحت الشمس وعلى الرصيف انتظر ودّه! ولو رأيت قبابها معصومة المهابة فأيّ سقم بعد النظر يبقى؟! ولو جاورتُ طهران حيث المؤسس روح الله الخُميني وما اعظمه؟! هناك ألقي بنفسك على ترابها تلك الأرض التي من خدود الشباب بلاطها وغيضة ممرعة.
كيف لا اتوق لها ولا يعشق قلبي تلك البلاد والمعصوم يتغنى بها، وكم أشار لي انها عش آل محمد وحدائق الموالين ومن على شكل عليّ والحسين يوم حقق الرفض، ولله رفضا الباطل ما اروعه.
فقلت؛ نعم أنا أقتنعت وكم راق لي تصرفك يا نفس وهذا الرأي قبل العقل أن تخبره، أراكِ نفسًا قد خالطها حب الخُميني والخامنئي ومعرّف الحب أين ينتهي لو أنه نال من شخص ، علينا قراءة الفاتحة ليس كميتٍ بل لتسهيل الامور ولأم البنين قصدتها سورة الفاتحة ..
سأزور نيابة عنكم وعن اهليكم ..
البصيرة ان لا تصبح سهماً بيد قاتل الحسين ومنه يسدده على دولة الفقيه ..مقال قادم نلتقي..دمتم)..
https://telegram.me/buratha