إياد الإمارة ||
▪️بهذه العبارة الموجزة وصفت النيورك تايمز جولة الحوار الرابعة بين العراق وأمريكا!
وكأن ما جرى في واشنطن بين الرئيس الأمريكي الآمر الناهي و "جماعتنا" العراقيين المغلوبين على أمرهم ولم يتركوا لأنفسهم خياراً هو تحصيل حاصل لا أكثر ولا أقل!
"اضفاء الطابع الرسمي.."
والحقيقة كل الحقيقة التي لا تُخفيها عبارات الترحيب والثناء والإمتنان التي تحدث بها عراقيون حول نتائج جولة الحوار الرابعة "الخاسرة" هي ان العراق بلد محتل من قبل الولايات المتحدة الأمريكية "الشيطان الأكبر"
هذا هو "الوضع الحالي" في العراق.
ومَن يريد أن يردد الأُغنية "العزة بخشوم الرجال" التي غنواها بعد كل هزائم الطاغية صدام، هذا على راحته وبكيفه!
"الوضع الحالي" في العراق الذي لا يتحمل تبعاته السيد مصطفى الكاظمي لوحده بل تتحمله أطراف كثيرة في العملية الدينية والسياسية الجارية في البلد!
وليفهم الجميع بأنني لا أريد الدفاع عن السيد الكاظمي أو تخلية مسؤوليته من الذي يجري في العراق..
إذ الرجل يتحمل ما يتحمله من مسؤولية..
لكن الوزر الأكبر يقع على قليلي الخبرة والبصيرة والوطنية و....، الذين أقالوا عبد المهدي وأبدلوه بمن ليس أفضل منه لمهمة كان من الممكن أن يؤديها عبد المهدي بلا تعيينات جديدة ومساومات جديدة و "كومشنات" جديدة وإستنزاف آخر للمال العراقي والوقت الذي لم يعد فيه متسع .... وسيقع الجميع بلا إستثناء في الفخ ولا عاصم يعصمهم من دائرة الإستهداف الخبيثة التي تخطها أمريكا والصهيونية وأذنابهما.
"الوضع الحالي" يمهد للمشروع الإبراهيمي..
المشروع الذي يُريد للعراق أن يكون مكباً لأحقاد وعقد من ملأ "القمل لحاياهم" من شذاذ الآفاق الأفاقين المردة الذين لا نصيب لهم من دين أو علم أو قيم ومبادئ أو عزة وكرامة وشرف!
المشروع الإبراهيمي الذي يريد أن يحول العراق إلى مرقص على خشبة جراح العراقيين وآلامهم ومعاناتهم..
المشروع الإبراهيمي الذي يرى ان الكيان الصهيوني الإستيطاني الإرهابي الغاصب لأرض فلسطين دولة جارة وصديقة وقد تصبح شقيقة!
قد يستغرب البعض من هذا الحديث ويعده نسجاً من خيال منجم أو كاهن لكن هذه هي الحقيقة التي يخفيها البعض بين بدلهم يتحين الفرصة لإخراجها للعراقيين، أو تحت بزاتهم العسكرية "مجاهدين"، أو تحت عمائمهم المطوية ذلاً وعبودية وحماقة وجهلاً..
وسترينا الأيام العجب العجاب وما هو أغرب من قصص ألف ليلة وليلة!
"الوضع الحالي" بلا خدمات حتى الضرورية منها..
بلا أدنى مقومات العيش المناسب في بلد يمتلك مقدار الثروة المناسب لأن يعيش أبنائه بأعلى مستويات الرفاهية!
"الوضع الحالي" الفاسد الذي يجثم على صدور الناس يحتز آمالهم وطموحاتهم وتطلعاتهم بحماية "شرعية" تسمح لهم بأن يستبيحوا العراق ولن يمنهحم فرصة أن يتحسسوا أوجاع المعذبين الذين يتوسدون قاع هذه الأرض الحارة جدا!.
أنا أدري إن هذه الكلمات لن تُثيرهم ولن يتفاعلوا معها فهم أكثر سكونا من "دكة غسل الموتى"..
لا يهتزوا لكرامتهم..
ولا يثأروا لأنفسهم..
ولا تحركهم....
لكني أُسجل للآخرين في الداخل والخارج، وأُسجل للتاريخ، وأُسجل ليوم الوعد الحق، والحَكَم العدل، والشاهد الصادق الأمين.
https://telegram.me/buratha