المقالات

ذكرياتي..الكلب الذي سكن ذاكرتي


 

محمد صادق الهاشمي ||

 

زرت قريتي الجميلة ( ابو شيحة ) او كما يسمونها الان ( قرية الاصلاح ) والتقيت عمنا عاتي فرأيته  ممشوق القامة مبتسم كما عهدته معتزا بطيبته وارضه الطيبة

وقفت على الجرف مسندا ظهري على مظيف عمي السيد فرج وانا استعيد ذكرياتي ... طفولتي ... اخوتي ... اهلي ... رفاقي ودموعي  تنز بحرقة ...  ترتسم امامي خارطة العمر بكل جمالها وامالها والامها واكاد اسمع اصوات اهل القرية عبر السنين

 هنا لعبنا  العاب لم نعرف معانيها تبين انها سومرية الطوطحية  والبرنجي والشطيط والجعاب ومحيبس  

 هنا بيت عمنا حطاب حمدان ...هنا بيت عمنا وادي , وابو ريحان , وبيت سيد حسين ابو ناصر وياسر  وحميد رحيمة  وبيت حاج مهاوي وحرز حامد وناصر ومحمد الدريول  وووووو 

 هنا اصدقائي.. هنا ميلادي وتصاعدت  العبرة وتحادرت الدموع حتى انهمرت بحزن كحزن الليالي

هنا ركضنا ولعبنا وسبحنا وتسلقنا الباسقات من نخيل عمنا (الاستعمراني ... والبرحي  ...والخضراوي... والخستاوي)

 وهنا لذنا تحت الشجر من الحر ومن المطر

هنا امي واخوتي يوم كنا حفاة , وهنا عمي  واخواني واخواتي , وهناك جاري وداري

 هنا الطين الذي مازال عالقا باقدامي ودمي وذاكرتي

 هنا الحب حينما كبرنا

هنا دموع اهلنا وعشقنا وخوفنا

 هنا تناثرت الجدائل حينما تختلط القصيبة والقصب ويلامس الريح حافات الاهوار والعنبر

ثقوا يا اخوتي وقفت على النهر وكاني اتحدث واخاطب اهلها ((هلي حلوين النفس نفسي ما تملهم ...وعلى الفركة نصبنه ماتم الهم )

تذكرت اصواتهم الشجية حينما كان احدهم يردد الاناشيد الريفية مازلت اختزنها (( ياالماز تتباهى الكلايد بيك... وبروحي اريد افديك... فرقت الحسن على الناس على الناس ...يلي بالحسن حسنك مينقاس))

 قلت لعمنا عاتي هل تذكر بيت فلان  حينما هاجروا الى المدينة وحينما ركبوا في الماطور (زورق بخاري) كان كلبهم يركض خلفهم على حافة النهر وهم يبكون عليه والكلب يهم السير خلفهم

ثقوا بكيت في وقتها حينما شاهدت الكلب يركض وهم يبكون ... والان وبعد عقود من الزمن  ابكي واتالم كلما استعيد الذاكرة ذاكرة الكلب الذي يركض خلفهم لايريد الفراق

 عجيب انت ياعراق يامصدر الحنان

كم سارت بي الاسفار

 وانا اكرر مع نفسي ياقريتي كنت اسكن على جرف نهرك و فيك , بيد انك اليوم تسكنين في اعماق  مخيلتي

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك