إياد الإمارة ||
قال الله تعالى في القرآن الكريم: «مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا ۚ بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ ۚ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ»
الخط المستقيم واضح جداً بين الإبراهيمية الصهيونية التي يبشر بها صبي النجف المهووس بالزعامة المصنوعة في حدائق العاصمة البريطانية لندن والمحمولة جواً بطيارة أمريكية نفاثة، وبين مؤتمر مكة المكرمة الذي لا يمكن لأحد مهما على أو كبر أن "يطمطم" فضيحته وعاره المخزي، وبين السفه النتن الذي تفوه به المدعو حميد الياسري الذي أعلن صراحة بصلف ما بعده صلف تعديه على ثورة الإمام الحسين عليه السلام ومنهجه وسلوكه.
الخط المستقيم واضح جداً ولا يحتاج إلى ادلة وبراهين أكثر إلا لهؤلاء المعاندين الذين لا يؤمنون بالمنطق ولا يستندون إلى الدليل.
الحقيقة أنا لا أريد أن أهبط لمستوى الحديث عن نقاط الخط المستقيم الثلاث إطلاقاً:
١. عراب الإبراهيمية الصهيونية..
٢. مؤتمرو مكة المكرمة..
٣. مومن النص ردن "عدو الحسين عليه السلام"..
ترفعاً من النزول إلى هذا المستوى المفجع من البداوة، ولكني أود التوقف عند نقطة مهمة جداً هي:
ما هو الواقع العلمي والمعرفي في مدينة العلم والمعرفة والجهاد والشهادة مدينة النجف الأشرف؟
مدينة الحوزة، وبحر العلوم، والجواهري، وكاشف الغطاء، والخوئي، والصدر، والسيستاني، العظام؟
هل لنا -وليس لنا- أن نسلم بأن ما يدور في الأروقة هو واقع حال هذه المدينة العظيمة؟
والجواب البديهي إن النجف الأشرف اكبر من هؤلاء الصغار البدائيين جميعاً من الإبراهيمي الصهيوني ومَن يدور في فلكه من الذين يعتلفون من مذود الذل والمهانة واللهاث خلف فتات الغنائم "هدايا لا تُسمن ولا تُغني عن جوع"..
لكن يا ترى لماذا كل هذا الصمت الذي يوشك أن يأتي على صبر الناس؟
لماذا يُفسح المجال لبعض الشذاذ أن يعيثوا في الأرض الفساد؟
لماذا لا تفصح النجف العظيمة عن كنوزها المدخرة في "عگودها" العريقة ولا تدع مجالاً لكل مَن تسول له نفسه المساس بعقائد الناس ومصائرها؟
أنا أخشى على نفسي وعلى غيري من أمواج هؤلاء التي قد تُغرق من تُغرق إن لم يكن هناك طوق نجاة يُغيث العراقيين الذين أرهقتهم أشياء كثيرة..
نحن مع دين الله الإسلام العظيم "المحمدي الأصيل"، مع مرجعيتنا العليا المباركة الواضحة والمشخصة، نحن مع قضايانا الوطنية وقضايا المصير المشترك الإسلامية والعربية ولن نتخلى عنها، لذا لنتوثب بحرص ووعي وشجاعة وثبات وتحمل وصبر والعاقبة للمقاومين.