مازن البعيجي ||
قرأت الكثير من المقالات الراقية في تحليل ما يجري، منها بلغة الأرقام والتواريخ على المستوى السياسي والاقتصادي والأمني وغيره، ومنها ما رسم لمشهد مرعب ومخيف لما سيحلّ بالشعب الأفغاني فهذه طالبان الأسم الذي طالما ارتبط بالقوة والشراسة والقتل والحقد على التشيع بل حتى مع السنة والمعتدل منها!
وأخذت الصفحات تردد ماتعبّر به من الخوف والرعب المطلوب ايصاله لبقية الشعوب الشيعية، مع ما نراه من بعض نشر للمسؤولين الإيرانيين ما لم نجد به تلك اللغة ولا هذا الحذر أو التوجّس!
والحال أراه بالدقة هو مشروع أمريكي منذ عشرون عاما وُجِد من أجل إيران الإسلامية، ومع كل ذلك الصرف المالي وكل تلك الاعداد من القتلى الامريكان وما تم من تغيير في الخطط خلال تلك الأعوام لم تنجح بتحويل طالبان الى بؤرة تخنق إيران او تفتح عليها جبهة بقدر خطوط التماس الحدودية.
ما حصل هو فشل امريكي كفشلها في فيتنام واقسى من ذلك، والسبب هو صدق وإخلاص ودين ورجاحة عقل القادة في إيران ومستوى الإعداد والتخطيط المقابل للخطط التآمرية، إضافة الى التوكل والاعتماد والأخذ بمنطق السماء والقرآن
(وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنْفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ طُغْيَانًا وَكُفْرًا وَأَلْقَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ كُلَّمَا أَوْقَدُوا نَارًا لِلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ ) المائدة ٦٤ .
هذا هو السبب الرئيسي الذي خذل أمريكا الذي جعلها عاجزة عن تنفس دخان نيرانها التي اشعلتها في الكثير من البلدان ومنها افغانستان، الأمر الذي وضعها بمثل صورة الإنسحاب القهري والمذلّ والغير مسبوق،ما جعل أمريكا نفسها والغرب مذهولة لما تمر به تلك العجوز التي صدّعها صمود محور المقاومة بقيادة إيران الإسلامية وعقل التقوائي والورع والمتوكل على الله "السيد الخامنئي المفدى" ذو البصيرة الشمولية الثاقبة.
فما جرى ويجري ماهو الا فشلٌ واضح للسياسة الامريكية المربَكة والمتخبِّطة، وما نشاهده هو جزء من نصر المحور المحسوب والمخطط له وليس للصدفة دور في ذلك، وبالامكان الرجوع الى ماقبل أعوام لخطاب الوليّ الخامنئي المفدى وهو يقول: "لابد من ان تخرج أمريكا ليس من الشرق الاوسط بل من غرب آسيا"، وما نشاهده اليوم هو تَحقُّق لكل ما خُطِّط لهذه الدولة المباركة، والعلاقة مع طالبان المتغيّره بإيران، علاقة لا خوف منها ولا وجل، بل إيران هي الرابح الأكبر مما جرى ويجري باذن الله تعالى.
البصيرة ان لا تصبح سهماً بيد قاتل الحسين ومنه يسدده على دولة الفقيه ..مقال قادم نلتقي..دمتم)..
https://telegram.me/buratha