كندي الزهيري ||
من المعروف بأن العراق كان من ضمن الدول الدكتاتورية احادية الحكم، يمنع المنافسة الحاكم وحزبه وكل من يخالف ذلك بعدك أو يسجن ، وهذا ولد جهل تام في طبيعة الاختيار وكيفيو التنافس بين المرشحين .
بعد ٢٠٠٣م وبسبب ذلك الجهل والظروف الاستثنائية ،تم انتخاب على أساس القائمة الشخص الطائفة والعشيرة، الى يومنا هذا تجري الانتخابات على هذا النحو .
ومن المستغرب كذلك ظهور ،في كل دورة انتخابية تنشط القنوات لا من أجل شرح برنامج المرشح انما من أجل الاتهامات والتسقيط، وتحميل الآخر ترسبات الماضي ،حتى وإن كان المرشح شريك في ذلك.
وهنا يأتي دور وعي المواطن والجهات الرقابية مثل المفوضية العليا للانتخابات ،وكذلك القضاء والإعلام الذي يجب أن يحاسب المرشح على فعل ذلك ،لكون هذا ليس من ضمن التنافس انما هذا من أجل خلط الاوراق على الناخب ، وأبعاده عن تشخيص المرشحين واختيار الصالح من خلال ما يطرحه من برنامج انتخابي يصب في مصلحة الشعب.
واكثر من ذلك لا زلنا ننظر إلى الشارع العراقي على انه غير فاعل في اختيار وتحديد الاصلح ، بسبب ما يثار في الإعلام من اشكاليات واتهامات بين المرشحين.
أن المرشح الذي لا يعتمد في تسويق نفسه عبر مشروع ويعتقد أن نجاحه يأتي عبر أساليب التسقيط ،هذا مرشح غير واعي ولا يصلح ان يمثل شعب كشعب العراقي.
وهنا تقع المسؤولية على الجمهور بشكل مباشر ،لكونه معني بذلك لمدة أربع سنوات قادمة ،وأن شكل الحكومة في العراق تأتي من اختيار الشعب بشكل مباشر . لذى علينا أن نختار صاحب المشروع الذي يخدم البلاد بعيدا عن أي صورة اخرى.
إذا أردنا برلمان قوي وحكومة قوية تحمي حقوق الشعب هنا يجب أن يكون الناخب (واعي ويعرف قيمة صوته) .
وهنا يأتي دور الإعلام المفترض ذلك ، بتوعية الجمهور وكذلك المرشح ،والشعار (مصير بلد) ، والمعروف بأن العراق اغلب سكانه من " الشباب" ،لذلك نحتاج إلى وعي حتى نصل إلى مشاركة حقيقية هدفها انتخاب البرنامج الاصلح لخدمة الشعب وسلامة البلاد .
وأن علاقة التوعية بزيادة المشاركة في الانتخابات، إذ إنه كلما زاد وعي الناخبين بقواعد العملية الانتخابية وأبعادها المختلفة زادت نسبة المشاركة في الانتخابات، وزاد حرص الناخبين على الإدلاء بأصواتهم بشكل سليم، وهذا لا شك في أنه ينعكس إيجابياً على نتائج الانتخابات المقبلة وعلى قوة البرلمان والحكومة . ثانيها، أن توعية المرشح يمثل أحد الضوابط المهمة في سلوك المرشحين، ومنعهم من المبالغة في برامجهم الانتخابية، من أجل استقطاب أصوات الناخبين، فحينما يكون الناخب على وعي وإلمام بطبيعة الدور المفترض أن يؤديه عضو (المجلس النواب )، فإن هذا يجعل المرشح حريصاً على أن يكون برنامجه الانتخابي قابلاً للتطبيق في الواقع ( لا خيالي ولا تسقيط)، وأن يعبّر بالفعل عن احتياجات المواطنين ومتطلباتهم وتطلعات المجتمع ، والأهم أن يكون قادراً على إقناع الناخبين ببرنامجه بعيدا عن استخدام الطائفة أو الحزب أو الشعارات المستهلكة، ويؤكد بأنه يستطيع فعلياً تنفيذ هذا البرنامج، لأن إحدى المشكلات الكبرى التي تثيرها العملية الانتخابية أحياناً هي الفجوة بين البرامج التي يطرحها المرشحون وإمكانية تطبيقها مما يقع ضحية الإعلام . ومن هنا فإن الاهتمام بتنمية الوعي لدى الناخبين والمرشح ، وتعريفهم بقواعد العملية الانتخابية وطبيعة الأدوار التي يفترض أن يقوم بها أعضاء (المجلس النواب) وأن هذا المرشح وجد ليمثل الشعب ، يضمن من ناحية اختيار المرشحين الأكفاء ذوي الخبرات، ويمنع من ناحية ثانية انتشار حملات الدعاية الصاخبة، التي تروج لبرامج غير واقعية، لأن المحك في نهاية المطاف سيتوقف على إرادة الناخبين وطبيعة قناعاته.
وآخر ما نقول ؛ المواطن هو المسؤول الأول عن طبيعة البرلمان والحكومة السابقة والحالية والمستقبلية ، ان انتخب فاسد وفوزه ، يجعلك شريك بكل ما يفعله ؛ والعكس صحيح ان فاز النزيه سينعكس على المواطن وبالتالي على البلد بأكمله . ونحذر بعدم سماع الصوات المفلسة التي تريد أن تؤجل الانتخابات الأسباب سياسية داخلية أو خارجية مشبوهة، الان ذلك سيؤدي إلى دخول العراق في فوضى عارمة ،وربما نعود إلى المربع الأول وهذا ما يريد الكثير من السياسيين وبعض الزعامات مع داعميهم....
ـــــــــ
https://telegram.me/buratha