مازن البعيجي ||
"مهدي" جريح في معركة الدفاع المقدس عن حرم السيدة زينب "عليها السلام" في سوريا وهو شاب له من العمر ٢٨ عاما، مهدي ولائي من مقلدي السيد الولي فهو ابن الحاج مرتضی أحد شهداء الحرب المفروضة على إيران الإسلامية.
يقول بعد أن انهينا انا واصحابي وعائلتي مراثي يوم العاشر من محرم الحرام، وكنا طوال أربعة أيام منشغلين بالتحضير لهذه المناسبة. فأنا شخص من المنظمين لبعض الفعاليات العاشورائية، ولم تسنح لي الفرصة الإطلاع يوميا على تفاصيل الأخبار التي تخص العالم الإسلامي عامة ومحور المقاومة خاصة عبر كروبات لأبناء المحور المبارك. رجعت بعد تألق وعاطفة وبكاء على مصرع سيد الشهداء "عليه السلام"، خاصة ونحن نعاني من منع لزيارته بسبب كورونا، فكانت الحرقة مضاعفة للحاضرين كبيرة ومؤلمة، رجعت في وقت متأخر للبيت، قمت بما يلزم، وضبطتُ المنبه على صلاة الليل ككل يوم بفضل الله تعالى، ونمت بعد هذا التعب بعمق.
في غرفة الضيوف مجموعة من الصور أحتفظ بها واحدة للسيد الخُميني العزيز لي معها ذكرى جميلة، وأخرى للسيد القائد الخامنئي المفدى وهي الاخرى تحمل بصمة وذكرى، وصورة للحاج ق،س واحدة وحده وأخرى هو والسيد فيض الله ابو هادي حفظه الله ورعاه، ما هي إلا لحظات وإذا بي بعالم الرؤيا كأني احسست بداخلٍ الى غرفة الضيوف لتحرك بعض الأشياء، نزلت مسرعا متعجبا فالوقت متاخر والأبواب مقفلة ماهذا الصوت ياترى؟! دخلت ونظرت من الباب المواجه للعائلة، وجدت شخصا يقف وهو ينظر إلى صورة الحاج ق،س والسيد فيض الله ابو هادي، وحقيبة بجانب قدمه اليسرى! دُهشت، ثم سلمت، السلام عليكم : أهلا وسهلا، التفتَ عليَّ بهدوء وإذا به الحاج سلي|ماني، سليماني الذي حضر اكثر من معركة في سوريا ولنا معه جلسات وكلام وصلاة جماعة وووو لم أصدق عيناي، فقمت مسرعا عانقته وهو كعادته بهدوئه المعهود ويده الرقيقة أخذ يعانقي ويمسح ويضرب على كتفي، في الرؤيا كنت أعلم أنه شهيد ومشتاق له كثيرا، تعالى صوتي بالبكاء وهو يقول اهدأ يا مهدي لا توقظ العائلة، وبعد شوط عناق وشجن، انتبهت وقلت تفضل يا حاج، قال لا أنا مستعجل جدا، قلت الى أين وفي هذا الوقت المتأخر، قال لدي مهمة وعلي الذهاب بالوقت المحدد، قلت ما هي وأين، تبسم وقال اطمأن ليس في سوريا، ومد يده الى يدي المعاقة وقبلها، قلت أنا مستعد لسوريا ولغيرها وأنا جنديك يا حاج، قال المهمة هي ذهابي مع سفينة النصر التي ستبحر فجرا الى لبنان، نزلت دموعي منهمرة وبحرارة، قلت: حاج انت شهید ولا عتب عليك او ملامة، يبدو أني جرحتُ مشاعره، مدّ يده على دمعة نزلت خلسة وقال يا مهدي السفينة ذاهبة للسيد فيض الله ابو هادي فكيف منه العذر؟!
عانقني بحرارة وقال قل لجموعتك والمعارف ومن يقرأ هذه الكتابة يدعو للسيد فيض الله ابو هادي وللولي الخامنئي المفدى فهما قلب المحور وروح معركة الصراع الإسلامي الاستكباري..
هكذا نحن عشاق اهل البيت عليهم السلام الصادقين وتلك شمائل احياؤنا والشهداء ..
البصيرة ان لا تصبح سهماً بيد قاتل الحسين ومنه يسدده على دولة الفقيه ..مقال قادم نلتقي..دمتم)..
https://telegram.me/buratha