مازن البعيجي ||
نعمة البصيرة التي مَنَّ الله "سبحانه وتعالى" بها على المؤمنين الصادقين هي نعمة كبيرة وتحتاج الشكر الدائم، لأنها سلاح حقيقي ومؤثر! وبدون نعمة البصيرة لا يهتدي الإنسان الى الأهداف العليا، لكن -البصيرة - لا تأتي بها الشعارات والتنظير من غير رصيد التقوى والورع والإيمان والإخلاص والخوف على الدين وتجنيد النفس له كمن يوقف في مساجد الله سبيل ما.
لأنها هبة وكرم يعتمد على صفاء الروح والسريرة وأن ملك المدعي افخم وأعلى الشهادات الأكاديمية! فكم من حائز على شهادة وله اكثر من لقب ولقب! لكنه في طريق العداء للإسلام المحمدي الأصيل، بل ويقاتل من اجل إهانة دولة الفقيه ويحاول مع كل عدو لها تنسيق أمره من اجل الأضرار بها وبشعبها المحب والعاشق للحسين "عليه السلام" وهو بذلك يقلب كلام المعصومين عليهم السلام ويعكس معناه (انا سلم لمن سالمكم وحرب لمن حاربكم) أخذ يطبقها مع اعداء الشيعة، ويقف مع المشروع الأمريكي! ولكم متابعة القنوات كم تعرض لنا دكاترة وخبراء ومستويات علمية مدنية ودينية وهي تنفث سمًّا زعافًا على دولة وقف معها ولازال يقف كبار علماء مدرسة أهل البيت "عليهم السلام". ومَثَل هؤلاء مَثلُ الخواج الذين كانوا رهبان الليل، ويقطعون اللحم الميت من ثفناتهم ومواطن السجود! ماذا جرى في معركة صفين؟! لأنهم لم يصلوا الى تلك البصيرة المانعة من التفسير الخطأ والنهج الخطأ والقناعة بالشخص الخطأ وهكذا، انقلبوا وفورا اتجهوا الى معسكر يحارب عليًا "عليه السلام" الوصيّ الشرعي وهم يعرفون مَن به نزل نص من قرآن فيه!!
(قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ ) يوسف ١٠٨ .
ومن هنا أن فاقدي البصيرة تراهم يؤسّسون الى تجهيل الناس والاتباع حتى لا يخرج احد منهم من رباط الجهل! لأن الناس إذا كانت عندها بصيرة باهدافهم والمخططات فلن يخضعوا لهم أبدا ولايُخاف عليهم من السقوط في حبائل الخوارج.
يقول السيد الولي الخامنئي المفدى؛ أن السبب الذي دعاني في السنوات الأخيرة للتركيز في "البصيرة" مراراً وتكراراً هو أن الأمة التي تمتلك البصيرة تتحرك بوعي، والشباب الذين يمتلكون بصيرة يتحركون بوعي، وحينئذٍ ستفقد كل أسلحة العدو وسهامه مفعولها وتأثيرها. ويقول: وأنتم في جبهة القتال إذا لم تعرفوا الطريق، ولم تعرفوا كيفية الإفادة من الخرائط العسكرية، وإذا لم تملكوا البوصلة، فإنكم سوف تقعون في حصار العدو فجأة، وتجدون قد سلكتم الطريق الخاطئ، وأن العدو يسيطر عليكم، وهذه "البوصلة" هي "البصيرة" بعينها.
(لِمِثْلِ هَٰذَا فَلْيَعْمَلِ الْعَامِلُونَ)الصافات ٦١
البصيرة ان لا تصبح سهماً بيد قاتل الحسين ومنه يسدده على دولة الفقيه ..مقال قادم نلتقي..دمتم)..
ـــــ
https://telegram.me/buratha