مازن البعيجي ||
جهاد شاب طري الكلام، جميل الألفاظ، حسن السبك وهو يمتهن الكتابة والتعبير بشكل رائع ومؤثر، كان كثيرا ما يكتب كلمات تناغم الإحساس وجمال الروح بطريقة غزلية تجذب النساء، ممن العاطفة عندهن مقدسة وفاعلة، نعم هو بنظره لا يرتكب الحرام لأنه لا يستخدم الألفاظ الغير محتشمه والغير مؤدبة، وكانت هذه نقطة قوة كلامه، لتصبح صفحته واحة من جمال واستراحة انيقة، بل وجمهور أكثره نساء من مختلف الاطياف يعلق بجميل العبارات، حتى غدت صفحة غناء وفيها مستويات من النساء والرجال ما جعلها صفحة تنبض وتعج بالحياة، وعليها جميلات المنظر يعلقن دون حرج وبشكل ملفت!
ليستمر جهاد متصورا أنه وجد مرامه والتكليف وهو يتصفح رسائل الإعجاب وتلك تبعث مشاعرها وكيف صدى كل منشور على قلبها؟! بل البعض صارت تشعر أنه طبيبها الذي تبحث عنه! ليسرق وقت جهاد، ويضرب عليه سور اسمه التواجد المستمر على صفحة ترقص جمال!
ليشعر بعد فترة أن قلبه يتوزع على التعلق بأكثر من واحدة، بل صار لا يهنأ بشيء وهو يشعر صوت في اعماقه البعيدة يلومه على هذا الكثرة التي لا هدف منها ولو ظفر بنساء الأرض! لكن سرعان ما يتواجد على صفحته يبدأ روتين ساحر وجذاب وكل يوم هناك مفاجأة، مع الاعتراض في العمق عليها إلا أنه غير قادر على عدم التفاعل!
لترد على الماسنجر رسالة، فتحها وجدها من صفحة لم يكن يعرفها سابقا وقد كتب فيها التالي:
أيها القلم الرائع، والكاتب والشاعر الأنيق كم يسحرني كلامك وأنت تأخذ أي صورة لأي شيء وتحاول استنطاقها برقي عبارات الجمال، اسلوب طالما فقدناه وهو عبارة عن إحساس نازف ومشاعر تفيض! لكن ما يؤسف كله يعمل بنساء صفحتك ومن تقرأ عمل وقود الطائرات النقي وسريع الاشتعال! وهن في عالمنا اليوم كل شيء عندهن بسبب الإعلام ملتهب وتأتي أنت بجمال ما تكتب تزيد اللهيب ماذا ستقول لله غدا؟! ومال قلمك لم يمر على جمال الحسين عليه السلام كل الإحساس والعشق والهيام والذوبان!؟
يقول؛ لم أكن اقرأ رسالة بل كنت امسك بعالي ضغط الكهرباء الذي يصهر ويحرق الأجساد بلحظة قليلة! ولم انطق ببنت شفة! وكأن كل شيء ضاع مني وتبخر وذلاقة اللسان افحمها إخلاص الرسالة ونية المرسل!
ايقظت في قلبي وروحي شعلة الندم وتوقفت من فوري، وقررت ترك كل هذا النوع من الكتابة، وحولته الى غرام الحسين عليه السلام، واستغفرت الله الغفار وطلبت منه مساعدتي! ويوم بعد يوم وعام بعد عام أصبحت تلك الرسالة المجهولة رسول رحمة وفاتحة خير، ليصبح جهاد من عمالقة الكتابة والولاء لمحمد وآل محمد عليهم السلام، ويشار له بالإيمان والبصيرة والدفاع عن الإسلام..
يا لها من رساله وسهم عبر نشاب الماسنجر؟!
البصيرة ان لا تصبح سهماً بيد قاتل الحسين ومنه يسدده على دولة الفقيه ..مقال قادم نلتقي..دمتم)..