المقالات

العراق مابين الكان واليكون كتاب في حلقات – 7

1044 16:00:00 2008-04-18

إن طبقة الأفندية كانت تتألف من العرب والأكراد والتركمان وقد أتخذت شعار القومية العربية شعارا لها وطريقا للثورة على الحكومة العثمانية والأرتماء في أحضان الأستعمار البريطاني ، أما شيوخ وزعماء العشائر فكانوا ينقسمون الى فئتين الأولى مع الأحتلال والثانية معارضة لها ، وهكذا كان البعض من باقي الأقليات يسيطرون على تجارة العراق وفي نفس الوقت كانوا مرحبين بالأستعمار ومتمسكين به .

أما الأشراف ووجهاء المجتمع وكبار التجار والأغنياء فقد كانوا يجمعون مفاهيم الرجعية والأرستقراطية الى جانب المصلحة الشخصية تحت ظل الأستعمار ، وقد كانت طبقة الاشراف هذه تتنافس وتتسابق مع طبقة الأفندية لكسب رضا الأستعمار ومن ثم تنفيذ مشاريعه السياسية المتنوعة في البلاد ، وقد كان همهم الشاغل و الوحيد هو الأحتفاظ بمناصبهم التقليدية ووظائفهم العالية في الدولة .

والجدير بالذكر كانت هناك فئة أخرى ومن قوميات مختلفة في المجتمع العراقي تعرف بالشبانة وهم من الطبقة الفقيرة والجاهلة يتميزون بالأنحلال الخلقي والديني والوطني إستخدمهم الأستعمار البريطاني في سلك الشرطة لتوفر الشروط المناسبة لديهم بالولاء الأعمى وعدم معارضتهم لسياسات الأنجليز ، فكانوا أداة سهلة بيد الاستعمار يستخدمونهم لتنفيذ دسائسهم و مهماتهم الخبيثة بحق الشعب .

ولاأحد يتمكن من التوظيف في شرطة الشبانة إلاّ بعد إجتيازه للأختبار الأخلاقي من قبل أجهزة قوات الأحتلال (( كالبصاق على وجه أبيه أمام الملأ )) ، وذلك ليتعرفوا على مدى إخلاصه وصدقه مع المحتل ومدى تلبيته لأوامر المستعمر . وهكذا الحال كان يسري على باقي الوظائف العليا عند تعيينها في أجهزة الدولة .

أذن فالأفكار القومية والرجعية والمصالح الشخصية الأقطاعية الضيقة من جهة والأطماع الفردية للوصول الى المراكز السياسية في السلطة ، ومخاوف وأحقاد بعض الأقليات المستفيدة آنذاك من الأستعمار البريطاني من جهة ثانية شكلت الأرضية الخصبة للقبول بالمحتل وتنفيذ خططه على الساحة العراقية وبالتالي الأقليمية ، وبهذا كانت قد أفرزت نفسها عن الشعب كفئة معزولة تخون بلادها وشرفها وتقف أمام غضب الشعب ومواجهة ثورته في المطالبة بالحرية والأستقلال .

في الوقت الذي كان قادة الشعب من العلماء والمفكرين الشرفاء وبمختلف قومياتهم وأفكارهم يعلنون دوما موقفهم ببسالة وتحدٍ مطالبين المستعمر بالخروج التام من العراق ومنحهم الحرية والأستقلال ، مثلما لم ينخدعوا بأي نوع من أضفاء الشرعية على تواجدهم من خلال الأستفتاءات المقتصرة والوهمية التي كان يجريها الأستعمار على الأقطاعيين وكبار التجار والموظفين والعسكريين ومن لف لفهم من الحاقدين على الوطن .

إلاّ أنّ دهاء المستعمر وبعد الاستفتاء أوصل البلاد وبشكل علني الى الولاء الكامل الى بريطانيا من خلال تلك الجماعات المستفيدة منه . يقول أحد وجهاء المدينة آنذاك وهو (أحمد باشا الصانع) في حديث أدلى به الى الحاكم السياسي في البصرة (( أنا لاأريد سوى الحكم البريطاني البحت ، وأرجوا أن لاتتركوا البلاد بل أحكموا بأنفسكم بيد قوية ولكن عادلة ولاتعقدوا إجتماعا لتواجهوا السؤال من الناس ، فأن الناس ربما صوتوا لكم بدافع الخوف ، ولكن من المحتمل أن يتفقوا ويقولوا :- نحن لانريدكم أتركوا البلاد )) المصدر للمؤلف الدكتور سمير الليثي .

ويقول آخر ومن مدينة البصرة أيضا وهو السيد محمد بركات ... (( في رأي أن سؤالكم لنا وأنتم الحكومة ، ماهو نوع الحكم الذي نريده يدل على شيء غير إعتيادي وهو أمر لم نسمع به من قبل ، فما شأني أنا في هذا الموضوع ، فأنتم لو عينتم علينا حاكما نصرانيا أو يهوديا أو عبدا زنجيا كان ذلك بالنسبة لي حكومة على حد سواء )) المصدر عبد الحليم الرهيمي

..... / يـتـبـــع :-

مــحــمــد حــســيــنwww.aliraqaljded.com

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك