إياد الإمارة
▪️ اقتربنا كثيراً من موعد الإنتخابات البرلمانية الأكثر حساسية في "تاريخ" الديمقراطية العراقية المليء بالعثرات، وهذا ما يدعونا إلى التركيز على عدة نقاط بطريقة مباشرة بعيداً عن الإستغراق في مباحث طويلة قد تشتت الإنتباه وتبعدنا عن الهدف الرئيسي المتمثل بعرض موجز لما يمكن أن يشكل حلاً أو جزء حل يجنبنا الوقوع بمزيد من المشاكل والتراجعات..
نتفق جميعاً بأن المرحلة السابقة )٢٠٠٣/٢٠٢١) كانت قاسية جداَ على العراقيين الذين لم يتنفسوا الصعداء ولم يلمسوا بشائر التغيير إلا بشكل محدود جداَ لا يتناسب مع ما موجود من خيرات وفيرة جداً وقدرات بشرية منتجة لو انها وظفت بالطريقة الصحيحة، قساوة دفعت بالعراقيين إلى الخروج بتظاهرات مطلبية عارمة بسلمية تم الإحاطة بها وحرفها عن مسارها ليزداد الطين بلة ويستعصي على المرحلة الحل وكانت التداعيات خطيرة جداً بعد إقالة عبد المهدي التعسفية غير المنصفة وتنصيب الكاظمي بطريقة لم تُقدر مصلحة العراق الوطنية وحاولت أن تؤمن فترة أطول لرفاه سياسي تنعم به بعض الطبقة السياسية العراقية.
وقد جرى ما جرى ليُسجل في تاريخ هذا البلد إن طبقة سياسية "منتخبة" عاقبت مَن إنتخبها بأن ضيقت عليه عيشه من خلال رفع سعر صرف الدولار أمام الدينار العراقي في خطوة غير مسبوقة وغير مبررة ويجب على العراقيين التوقف عندها كثيراً لكي يجعلوها معياراً أساسياً في إختياراتهم التي ستكون بعد أقل من شهر..
إنها إنتخابات جديدة لن تكون كل الحل لكنها قد تكون جزء الحل الذي يؤسس لبقيته لو إننا:
١. شاركنا بقوة في هذه الإنتخابات قوة تمنع على "المنظمين سياسياً" الإستحواذ على صندوق الإنتخابات..
وهذه القوة سوف تقلل من فرص التزوير والإكراه الذي من المتوقع حدوثه، لا يجوز العزوف عن المشاركة في الإنتخابات تحت أي ذريعة لأننا سنفقد فرصة ثمينة للتغيير.
كما ان أي دعوة من أي طرف لعدم المشاركة في الإتتخابات هي دعوة ضالة وباطلة وليست بمصلحة العراقيين ويجب ردعها والوقوف أمامها بقوة مهما كانت التحديات.
٢. الإختيار بوعي..
والإستفادة من التجربة: التجربة التي يمكننا من خلالها التمييز بين مَن لم يستطع أن يقدم أي شيء للمواطن العراقي ومَن قدم -نسبياً- ويحتاج إلى دعم ومساندة قد تدفع به وبآخرين "خيرين" لأن يقدموا المزيد للعراقيين..
هناك نجاحات نسبية واضحة جداً تحتاج إلى المواصلة والدعم والترشيد الذي يُمكنها لأن تكون أساساً جيداً لمرحلة قادمة، وهناك إخفاقات ونكسات هي الأخرى واضحة جداً لا يجوز لنا -عقلاء- إعادة إختيارها مرة ثانية لأي سبب كان.
٣. القوى الجديدة: وهذا عامل باعث على الأمل..
يجب فزرها والتمييز بينها لأن لا تكون واجهات بديلة لفشل قديم..
كما يجب معرفة برامجها وشخوصها، ومستوى قربها أو بعدها من إعادة حقوق العراقيين الضائعة.
القوى الجديدة وهي قوى تأسست حديثاً لم تنشق عن أحزاب سابقة، ولم يكن لها إنتماء سابق لجهات معينة، لم تُشارك من قبل في العملية السياسية ولم تمارس عملاً حكومياً متقدماً ولا بدرجة مدير عام..
هذه القوى يجب أن تحظى بعناية الناخب العراقي وإهتمامه وبالتالي من الممكن أن تكون خياره الذي قد يُحدث التغيير.
https://telegram.me/buratha