المقالات

ذاكرة المجلس الأعلى السياسية..ثمة ما يمكن قوله..!

1677 2021-09-19

 

قاسم العجرش ||

 

في المساحة مابين مفهوم الذاكرة السياسية، والتدوين العشوائي، مسافة يرمح فيها خيل الحقيقة القوية الدامغة!

تدوين الذاكرة السياسة ليست عملية إنتقاء، لما يمكن أن ينشر، وطمس ملا لايمكن نشره، والسياسي المتصدي ليس مجرد شاهد على ماحصل، بل هو فاعل اساسي من موقعه، لذلك فإن تدوين الذاكرة يجب أن ينسحب الى البحث في الزاوية القلقة من الذاكرة، وبما يشبه الحغر في الزاوية المظلمة من التاريخ.

بعضهم يتصور أن مقاربة الذاكرة ستضعه ضمن عملية "إستجواب" وسيتحول خلالها الى "متهم"، وأن الأسئلة المطروحة عليه هي بالحقيقة "لائحة إتهام "

ذلك الأسلوب هو صورة من صور القمع المعرفي الذي يمارسه الاعلام الموجه ، تمشياً مع دوره في ترويض العقل على قبول الرواية.

من دون شك فإن للذاكرة مستودعات، بعضها مغلق بالشمع الأحمر، بعضها الآخر مغطى بطبقة كثيفة من التراب وخيوط العناكب، بعضها وهو الأكثر شيوعا يحتاج الى منقب أثري أداته بالتنقيب لا تعدو آلة حفر صغيرة بحجم الملعقة!

معظم قيادات وكوادر المجلس الأعلى الإسلامي العراقي، الذي تجاوز عمره أربعين عاما وحول المناسبة بذكاء الى فرصة لتدوين الذاكرة السياسية لهذا النشكيل الذي يمكن عده الأعرق في الساحة السياسية الإسلامية العراقية، لا سيما الرعيلين ألاول والثاني. يحتفظون بمخزون ثري يتعين عليهم عدم الإحتفاظ به مغلقا الىالأبد، ولا بد لهم من أن ينشطوا ذاكرتهم، ويستخرجوا مكنوناتها، لأن عملية الإخراج واجب قبل أن تكون ترف فكري، وهي وما يحتفظ به المنتمي سياسيا من مخزون مسئولية تاريخية تجاه هذه التجربة، يستطيع بها أن يفرض إيقاعه السياسي، وستكون لكلمته مكانتها في تقييم هذه التجربة، كما أن للفضاء الذي يعرض فيه رأيه معنى هاماً في استيعاب ملامح ما ينتمي اليه.بدلاً من ترك المبادرة بيد الآخرين الذين سيوظفون ما لديهم بإتجاهات سلبية بالتأكيد.

لم تكن تجربة المجلس الأعلىالإسلامي العراقي مختزلة في أشخاص بعينهم، بل هنالك جيش كبير من المنتمين الذين يمتلكون خزينا هائلا لهذه الأربعين عاما، وهي تجربة ذات فضاء واسع، امتد من عملية مقارعة النظام الصدامي في ظروف معقدة، الى تحقيق الخلاص من نير الصدامية البغيضة، الىبناء دولة حديثة واجهت حرب التاسيس.

إبتداءا وبالنظر الى عمليةتأسيس المجلس الأعلى من معظم القوى السياسية العاراقية المعارضة، فإن المؤشر يؤشر نحو صعوبات دمج التراكيب الاجتماعية والسياسية المتناقضة والهشة في تكوين سياسي واجتماعي متجانس، إلا بجهد شاق ، وأحياناً تضحيات كبيرة . اعترف بها العالم، وتعامل معها باحترام، وأقامت علاقات دبلوماسية مع دول العالم والمنظمات الدولية، وكانت من أوائل التجارب السياسية التي أعترف بها العالم رسميا كممثل للشعب العراقي.

في كل هذا كان الطموح يصطدم بالصعوبات فيرتد إلى داخل المؤسسة السياسية في صورة خلافات حول المنهج السياسي والايديولوجي، ولم تكن القاعدة الاجتماعية التي تشكلت بفعل هذه التحولات غائبة حتى في نقاشات القيادة السياسية مما يشكل ضغوطاً قوية على اتخاذ القرار، ناهيك عن الميراث الاجتماعي المتراكم والمرحل من مرحلة الى اخرى.

اذا لم يتم تناول التجربة ، إيجاباً وسلباً ، بمنهج يضع الذاكرة السياسية في مسار صحيح ويجنبها الانسياق إلى الانتقائية التي تحاصرها في مساحات ضيقة من التجربة ، فإنه لا معنى لذلك ، وتبقى هناك تجربة انسانية تستحق أن تقيم بصورة أفضل ، وبأسلوب يتناول فضاءاتها التي لا يمكن اختزالها في صحيفة اتهام لا تبحث عن غير الأخطاء والسلبيات فقط .

لدي ثقة كبيرة أن تصحيح المنهج الذي يستعرض الذاكرة وذلك بتسليط الضوء على الفضاء الأوسع للتجربة.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك