المقالات

ذاكرة المجلس الأعلى السياسية..ثمة ما يمكن قوله..!

1893 2021-09-19

 

قاسم العجرش ||

 

في المساحة مابين مفهوم الذاكرة السياسية، والتدوين العشوائي، مسافة يرمح فيها خيل الحقيقة القوية الدامغة!

تدوين الذاكرة السياسة ليست عملية إنتقاء، لما يمكن أن ينشر، وطمس ملا لايمكن نشره، والسياسي المتصدي ليس مجرد شاهد على ماحصل، بل هو فاعل اساسي من موقعه، لذلك فإن تدوين الذاكرة يجب أن ينسحب الى البحث في الزاوية القلقة من الذاكرة، وبما يشبه الحغر في الزاوية المظلمة من التاريخ.

بعضهم يتصور أن مقاربة الذاكرة ستضعه ضمن عملية "إستجواب" وسيتحول خلالها الى "متهم"، وأن الأسئلة المطروحة عليه هي بالحقيقة "لائحة إتهام "

ذلك الأسلوب هو صورة من صور القمع المعرفي الذي يمارسه الاعلام الموجه ، تمشياً مع دوره في ترويض العقل على قبول الرواية.

من دون شك فإن للذاكرة مستودعات، بعضها مغلق بالشمع الأحمر، بعضها الآخر مغطى بطبقة كثيفة من التراب وخيوط العناكب، بعضها وهو الأكثر شيوعا يحتاج الى منقب أثري أداته بالتنقيب لا تعدو آلة حفر صغيرة بحجم الملعقة!

معظم قيادات وكوادر المجلس الأعلى الإسلامي العراقي، الذي تجاوز عمره أربعين عاما وحول المناسبة بذكاء الى فرصة لتدوين الذاكرة السياسية لهذا النشكيل الذي يمكن عده الأعرق في الساحة السياسية الإسلامية العراقية، لا سيما الرعيلين ألاول والثاني. يحتفظون بمخزون ثري يتعين عليهم عدم الإحتفاظ به مغلقا الىالأبد، ولا بد لهم من أن ينشطوا ذاكرتهم، ويستخرجوا مكنوناتها، لأن عملية الإخراج واجب قبل أن تكون ترف فكري، وهي وما يحتفظ به المنتمي سياسيا من مخزون مسئولية تاريخية تجاه هذه التجربة، يستطيع بها أن يفرض إيقاعه السياسي، وستكون لكلمته مكانتها في تقييم هذه التجربة، كما أن للفضاء الذي يعرض فيه رأيه معنى هاماً في استيعاب ملامح ما ينتمي اليه.بدلاً من ترك المبادرة بيد الآخرين الذين سيوظفون ما لديهم بإتجاهات سلبية بالتأكيد.

لم تكن تجربة المجلس الأعلىالإسلامي العراقي مختزلة في أشخاص بعينهم، بل هنالك جيش كبير من المنتمين الذين يمتلكون خزينا هائلا لهذه الأربعين عاما، وهي تجربة ذات فضاء واسع، امتد من عملية مقارعة النظام الصدامي في ظروف معقدة، الى تحقيق الخلاص من نير الصدامية البغيضة، الىبناء دولة حديثة واجهت حرب التاسيس.

إبتداءا وبالنظر الى عمليةتأسيس المجلس الأعلى من معظم القوى السياسية العاراقية المعارضة، فإن المؤشر يؤشر نحو صعوبات دمج التراكيب الاجتماعية والسياسية المتناقضة والهشة في تكوين سياسي واجتماعي متجانس، إلا بجهد شاق ، وأحياناً تضحيات كبيرة . اعترف بها العالم، وتعامل معها باحترام، وأقامت علاقات دبلوماسية مع دول العالم والمنظمات الدولية، وكانت من أوائل التجارب السياسية التي أعترف بها العالم رسميا كممثل للشعب العراقي.

في كل هذا كان الطموح يصطدم بالصعوبات فيرتد إلى داخل المؤسسة السياسية في صورة خلافات حول المنهج السياسي والايديولوجي، ولم تكن القاعدة الاجتماعية التي تشكلت بفعل هذه التحولات غائبة حتى في نقاشات القيادة السياسية مما يشكل ضغوطاً قوية على اتخاذ القرار، ناهيك عن الميراث الاجتماعي المتراكم والمرحل من مرحلة الى اخرى.

اذا لم يتم تناول التجربة ، إيجاباً وسلباً ، بمنهج يضع الذاكرة السياسية في مسار صحيح ويجنبها الانسياق إلى الانتقائية التي تحاصرها في مساحات ضيقة من التجربة ، فإنه لا معنى لذلك ، وتبقى هناك تجربة انسانية تستحق أن تقيم بصورة أفضل ، وبأسلوب يتناول فضاءاتها التي لا يمكن اختزالها في صحيفة اتهام لا تبحث عن غير الأخطاء والسلبيات فقط .

لدي ثقة كبيرة أن تصحيح المنهج الذي يستعرض الذاكرة وذلك بتسليط الضوء على الفضاء الأوسع للتجربة.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك