مازن البعيجي ||
ما لايعلمُه "المانعون المغفَّلون" أن "للعاطفة الشيعية ردة فعلٍ غاضبة حدّ الأنتقام عند اقتضاء الضرورة" وقد تُرتّبُ ثورةً ساخطة حينما تعود بهم الذاكرة الى زمن الطواغيت الذين حاولوا منع زيارة الحسين "عليه السلام" وتحجيمها منذ زمن الحجاج "لعنة الله تعالى" عليه حتى زمن البعث الكافر تلك الحقبة المظلمة ووحشية التعامل الذي قد مارسه صدام المجرم مع الشعب العراقي أثناء مسيرة العشق في "الزيارة الاربعينية" على مدى أربعين عاما خلت.
نعم!! إنّ الذين رفعوا شعار العداء والتصدي لمراسيم أربعينية الحسين، هم في الواقع قد وجهوا صوب رؤوسهم "طلقة الرحمة" عندما انفضَّ اغلب الشيعة من حولهم من الذين وَعَوا حقيقتهم وهم يَحُولون بين الحسين "عليه السلام"وزوّاره بطرقٍ ناعمة تكشف عن واقع العداء، متناسين قوة الذاكرة لدى الشيعي العراقي الذي لايخفى عليه ذلك النَّفَس الخبيث حينما تفضحهُ رائحة العمالة والتعصّب!! وأنّى لهم النسيان والتناسي وقد مَلَأت عصابة البعث قلوبهم قيحًا حينما تعود بهم الذاكرة الى تلك الحادثة المشهورة لأحد أنذال صدام صهره المجرم(حسين كامل) يوم أشارَ بيده متحديًا مستخِفًا بحضرة أبي عبدالله الحسين "عليه السلام" مطلِقا كلمته المسمومة مع قذيفة نار نحو القبة الشريف وهو يقول ( أنا حسين وانت حسين ) وشتّان بين الطُهر والعُهر
آه لتلك الكلمة التي طعنت قلوب عشاق الحسين وكل شيعي آنذاك، ولكنّ الله كان له بالمرصاد وقد اقتصّ من المجرم بِشرّ قَتْلة وعلى يَدي سيده المُطاع صدام "فخسر الدنيا والآخرة ذلك هو الخسران المبين"
فلا عجب وآيات الله خير تذكرة وعزاء للناس وهو القائل سبحانه:
(وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ ثُمَّ أَعْرَضَ عَنْهَا ۚ إِنَّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ مُنتَقِمُونَ)السجدة ٢٢
انّ الله "سبحانه وتعالى" غيور على قلوب عباده الموجوعة وخواطرهم المنكسرة، وللدموع أثَر وثأر ولابدَّ من يوم تسقط فيه الأقنعة وينهار صرح الجبروت جراء ماحدث من تآمرٍ على حقِّ سبط المصطفى"صلى الله عليه وآله" في حرمان عشاقه ومواليه من إحياء ذكراه والقرب من رياضه ، ولكن لابأس ولاهوان على من يظن بالله سبحانه ظنا حسنا (فلعل الذي أبطأ عني هو خير لي لعلمك بعاقبة الأمور) ونحن إذ نقترب من يوم الانتخابات وقد تحولت الدعايات الانتخابية الى مزادٍ عَلني وكل يدعُ الى نفسه حيث الوعود بتقديم أرقى الخدمات مما أثار غضبا واسعا لدى الكثيرين لاستحالة تنفيذ الوعود كما شهد الشعب العراقي منذ أعوام وماذا أثمرت وعودهم وماجنى من فعلهم سوى التردي والرجوع الى الوراء عشرات السنين، وما قرار منع الزائرين من الوصول إلى قبلة الأحرار سوى ناقوس تنبيه للشعب ليفتح بصيرته مع فتحِ أول صندوق وأول علبة حبر بنفسجي ليعرف من ينتخب ليمثلّه في المستقبل القريب!!
نعم ياسادة ياكرام..
قرار منع الزائرين لم يكن أمرا يعود بمصلحة ولانفعٍ على شعوب العالم الموالية لأبي عبد الله "عليه السلام" فقد بات كل شيء واضحا وما نراه إلا امرا دُبّر بليل بهيم مع غياب الضمير والركون الى الشيطان الرجيم والطاعة للنفس الإمارة بالسوء! ونتيجة ما كُشِف عنه الغطاء، تلك الردود الفاعلة لعواطف شيعية عراقية صادقة هبّت غاضبة بمختلف الفعاليات الناشطة شِيبا وشبّانا ونساءا واطفالا وقد رفعوا رايات النصر للحشد المقدس وصور شهدائها تتقدمهم صور قادة النصر، ما يعطي ذلك المشهد المتكرر على طول الطريق غير انطباع وتاكيد على أننا عشاق الحسين إذ نؤكد وقوفنا وولائنا مع محور المقاومة ومع المرجعية الرشيدة في النجف الاشرف وفي قم المقدسة، ولن تتوقف مسيرة الاربعين وسينوب جميعنا بالزيارة والمسير عن إخوتنا وشركائنا في العقيدة والجهاد في كل العالم وعلى وجه الخصوص إخوتنا في الجمهورية الإسلامية عمقنا العقائدي والجغرافي وكأن الملايين الزاحفة تقول: هذا هو الرد العملي على قرار المنع المجحف المخزي أمام وليّ العصر الذي هو في المنظور الشيعي صاحب العزاء ومن يستقبل المعزين من كل اصقاع الأرض واطياف البشر وليس من حق احد الوقوف بوجه هذا الحق المشروع!!
ولكنهم خير فعلوا اولئك الذين كشفوا عن حقيقة نواياهم ضد عقيدة الأربعينية التي ما عاداها بيت إلا وخَرِب، وما عاداها كلب إلا وجرب! ليبقى نشيد الخلود بوجه السفارة الأمريكية وأذرعها آل سعود الانجاس والإمارات ومن تواطأ من الشيعة معهم هو
(يحسين بضمائرنه صحنه بيك آمنا)
(وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ ۚ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ)ابراهيم ٤٢
البصيرة ان لا تصبح سهماً بيد قاتل الحسين ومنه يسدده على دولة الفقيه ..مقال قادم نلتقي..دمتم)..
https://telegram.me/buratha